ادريس زياد لعالم اليوم الدولية بمناسبة يوم اللغة العربية، علينا أن نقوّم ألسنتنا بالفصحى في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، فهي الأجمل والأنقى والأحلى، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، دعونا نستذكر تلك الدعوات الهدامة لإلغاء الفصحى واعتماد اللهجات العامية بديلاً عنها، إنها دعوة من الدعوات الخبيثة التي كتب الله لها الفشل على أيدي المدافعين عن اللغة العربية وعشاقها، وماذا سيتبقى من اللغة العربية إذا ألغيت الفصحى؟ ولمعرفة كيف تقرر فعلياً أن يكون اليوم هو اليوم العالمي للغة العربية، ففي سنة 1973 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يقر بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، وبعد جهود بذلت منذ خمسينات القرن الماضي اتخدت اليونسكو قراراً في سنة 1960 يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تنظم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة، وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجياً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية… واستمر الضغط الدبلوماسي والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في شتنبر سنة 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قراراً يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار للجمعية العامة تحت رقم 3190 خلال الدورة 28 في دجنبر سنة 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيآتها… وفي أكتوبر سنة 2012 أثناء انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لليونسكو تقرر تكريس يوم 18 دجنبر يوماً عالمياً للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم، وفي يوم 23 أكتوبر من سنة 2013 قررت الهيئة الإستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كإحدى العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة… وبهذه المناسبة وإن كان لا بد من تسجيل تعليق أو كلمة أو أمنية، فما أتمناه أن يترفق من يمارسون الكتابة على صفحات هذا الفضاء بلغتهم الأم، وعلى الأقل تعلم التمييز بين همزتي الوصل والقطع، والتاء المربوطة والمبسوطة، والألف الممدودة والألف المقصورة والياء، وأرجو أن يكفوا عن كتابة العربية بالأحرف الفرنسية لأن هذا من أكثر ما يثير الإشمئزاز، واحتقار لغة الضاد… العربية لغة العشق، العربية لغة الحب أولاً، لغة الحب ثانياً، لغة الحب دائماً، هي الغاية، هي الوسيلة، هي المبتغى، هي السبيل.