يبدو ان قرار إخراج المهاجرين المغاربة من منطقة رصيف ميناء Argueniguin بكناريا يوم أول أمس، اتخذته جهة كنارية بخلفيات سياسية مبطنة، ووفق أجندة تخدم أهدافا غير بعيدة عن أهداف اليمين العنصري المعادي للمهاجرين المغاربة. فمساء يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر نوفمبر أعطيت الأوامر لرجال الشرطة باقتياد حوالي 230 مهاجر مغربي من بين حوالي 1200 الذين كانوا يتواجدون تحت تصرف السلطات الأمنية بمرفأ ميناء اركينيكين ، حيث تم اقتياد الشبان المغارية الحراكا بطريقة مهينة كالقطيع نحو الحافلات التي اقلتهم لتبعدهم بحوالي 100 كلمتر نحو العاصمة لاس بالماس ليتم افراغهم كبضاعة بساحة تتوسط المدينة وتركوا هناك بدون مأوى ولا طعام او شراب في مشهد مؤثر يعكس إحدى اقسي أوجه دراما الهجرة الغير الشرعية، مشهد مؤلم جعل قلوب الاهالي ترق لحال هؤلاء الغرباء النازحين الذين اقتلعوا من جذورهم تحت ضغط الحاجة إلى الهروب من الفقر و تحسين ظروف عيشهم ، .الاهالي من سكان العاصمة لاس بالماس لم يبخلوا على المهاجرين المغاربة بالطعام والشراب كما نظموا وقفة احتجاجية للضغط علي سلطات المدينة بغية اجبارها على أن تبحث لهم عن أماكن الإيواء تحفظ لهم كرامتهم الإنسانية. على امتداد الاربع والعشرين ساعة الماضية ظلت مختلف القنوات التلفزيونية الإسبانية تعرض مشاهد من قصة مأساة هؤلاء الحراكا المغاربة َوما تعرضوا له من الإهمال والمساس بكرامتهم وتناولت مختلف النقاشات الصحفية الفضيحة من مختلف زواياها و ابعادها وتداعياتها على تعامل اسبانيا وأوروبا مع تصاعد وتيرة وصول قوارب المهاجرين الي ارخبيل الكناري محملة بالآلاف من المهاجرين الأفارقة تكاد تحول جزيرة الكناري الي جزيرة لسبوس ثانية بقلب المحيط الأطلسي. الصور المعروضة من عين المكان بكاميرا التلفزيون كانت تظهر وجوه شبان مغاربة في مقتبل العمر ضحايا إفلاس النماذج التنموية وليدة السياسات اللاشعبية التي فقرت الاغلبية وحملت اقلية اوليكارشية وطبقة طفيلية تحتكر السلطة والمال الي مصاف اغني اغنياء العالم مما تسبب في تفقير الاغلبية و إحلال النكبة بالوطن الذي اصبح يلفظ أبناءه ويضطرهم لطلب اللجوء عند اللي يسوا واللي مايسواش صاغرين كما في صورة يوم أمس، شبان يحدقون في الفراغ بنظرات ملؤها الحرج والحيرة والاندهاش والخوف ، من المجهول، هذه الصور الدرامية بكل دلالاتها، دفعت بالعديد من النواب بالبرلمان الاسباني يوم أمس لتوجيه أستفسارات لوزير الداخلية كراندي مارسلاكا حول هوية الجهة التي تقف خلف اتخاذ قرار متهور المقصود منه بالدرجة الأولى تسليط الضوء على المهاجر المغربي و التركيز من خلال ماساته على تبيان درجة التدهَور السوسيو اقتصادي السائد بالمغرب ، بل طالبت أحزاب المعارضة باقالة وزير الداخلية على خلفية هذه الفضيحة الإنسانية. اللي تسخسخو فساحة مدينة لاس بالماس والذين اهينو وتم طعنهم قي كرامتهم وفي كبرياءهم، ماشي دوك الشباب مساكن اولاد المفقرين من الشعب المغربي اللي ماصابو خدمة واضطرو باش يحرقوا ويطلبو اللجوء . لا، اللي اتسخسخو أمام كاميرات التلفزيون وأمام العالم انهار الثلاثاء هوما اللي كالو ليهوم زرقهوم من المسؤولين المغاربة. فتحياتي لهؤلاء الشباب ونشد على ايديهم. http://www.alampress.info/wp-content/uploads/2020/11/dynamo_1605722593298.mp4