يقول الله عز وجل فى كتابه الكريم " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً " فالبشر يختلفون في تفكيرهم وأرائهم وأحوالهم النفسيه ويصدف أن تلتقي بذوي الإحتياجات الخاصة وليس بشرط أن يكونوا مصابين بالصم والبكم أو أمراض أخرى بل تجد الكثير منهم مصابين بأمراض نفسيه وعقليه غير واضحة في الشكل الخارجي ويتضح إذا تقابلت معهم بالصدفه أوتعاملت معهم تكتشف بأنهم مصابين بالسفه والحسد والحقد والتخلف والجهل وأكثر شي يحاربونه النجاح بتهجمهم على الناجحين في الحياة ويجب علينا مراعاة أمراضهم والترفع عنهم ومعاملتهم كما أمرنا ألله سبحانه وتعالى ويجب أخذ العبر من علمائنا في كيفية التعامل معهم . ولنعلم جميعا أن السفيه هو الإنسان الناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول ، وقد تضطرك الظروف فى خضم الحياة اليومية أن تتعرض لرذاذ جهل أو سفاهة لفظية أو سلوكية من بعض الجهلاء والسفهاء، وبالتأكيد فى مثل هذه المواقف التى تحتاج إلى حلم شديد ورباطة جأش كبيرة وثبات انفعالى لا نظير له، يكون من الضرورى أن تستدعى فورا مخزونك الحضارى الراقى الذى يعينك على ردة فعل تتسق مع مبادئك وأخلاقك الرفيعة، ونصيحتى الخالصة لك إذا تعرضت لذلك فى أى وقت أن تتذكر فورا الآية الكريمة التى وردت فى سورة آل عمران: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"، وأن تتذكر أيضا الحديث الشريف الذى ورد على لسان رسولنا الكريم: "ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله". ولكن يجب علينا أن نعرف من هو السفيه ؟ فالسفيه هو الشخص الجاهل الفظ سليط اللسان الذي لا يحمل احترام لمن أمامه، ولا تجاه أي قيم أو مبادئ وقد تجد نفسك مضطرا للتعامل مع بعض السفهاء، والتعرض لبعض السفاهة اللفظية من بعض الأشخاص المحيطين بك سواء في العمل، أو في الشارع، أو في حياتك اليومية، أو زملاء العمل العدوانيين السلبيين، في هذه المواقف ستجد نفسك بحاجة كبيرة إلي الهدوء والثبات الإنفعالي وفي هذه اللحظة يجب عليك استحضار مبادئك، وأخلاقك الحضارية الراقية، لكي تتصرف وفقا لها حتي لا يدفعك هذا السفيه إلي السفه مثله وتذكر دائما أنه لا يستحق أن يضيع وقتنا مع السفهاء البائسين، ومثل الكثير من العواطف الأخرى، نحتفظ بغضبنا فقط لأولئك الذين يستحقونه حقا. وهذا فضلا عما ورد من أقوال الإمام الشافعى، طيب الله ثراه، فى كيفية التعامل مع السفهاء حيث يقول: يخاطبنى السفيه بكل قبح.. فأكره أن أكون له مجيبا ، ويزيد سفاهة فأزيد حلما.. كعود زاده الإحراق طيبا ، ويقول أيضا: إذا نطق السفيه فلا تجبه.. فخير من إجابته السكوت إن كلمته فرجت عنه.. وإن خليته كمدا يموت .. ولكن كيف تتعامل مع السفهاء ؟ فيجب عليك التحلي بالهدوء، والصبر، والثيات الانفعالي ولتعلم أن أفضل رد علي السفيه هو عدم اجابته والصمت علي أفعاله ، ففي هذا الصمت تحقير له أفضل من التجاوب معه ، وكذلك التجاهل هو أفضل الطرق للتعامل مع السفيه ، ويجب أن تكون على علم بما فيه الكفاية لفهم أنه ببساطة لا يستحق وقتك واهتمامك، لذا عندما تتعثر بأحد السفهاء لا تفقد ما تتمتع به من ابتسامه، وروعه، وقم بتجاهله، وتابع طريقك، ولا توقف عنده كثيرا .. وهناك ايضا الفكاهة وهي طريقة صحية للتعامل مع السفهاء، اجعل الحوار يبدو كمزحه للخروج من سلاطة لسانه، واستمر بما تقوم به بالطبع، كل شخص لديه قدر محدد من قوة التسامح ، لذلك إذا كان بإمكانك أن تضحك وأن تنساه، فيمكنه توفير الكثير من وقتك وطاقتك ، ودائما توقع أي شيء منهم فإذا كنت لا تتوقع شيئًا من أي شخص، فلن تشعر بخيبة أمل أبداً فهذا لن يجعل تشعر بصدمة ازاء ما يفعلون، أو يقولون، وبالتالي تستطع التحكم في أعصابك، وردود أفعالك تجاههم .. ولنعلم جميعا لولا تميز المبدع أو الناجح و في أي مجال لاما تعرض للحسد ، و هكذا عرفنا من آبائنا و أمهاتنا أن الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحصى ، و علمنا التأريخ أن كليب طعن من الخلف لأنه كان يسير في المقدمة ، فالرجل الذي يشرب من الماء النقي يسر برؤية صورته الواضحة على سطح الماء ، أما من يرتوي من المستنقعات فلا يسلم من القاذورات و لا يأمن الانزلاق إلى قعر ما ارتوت منه نفسه ، و من شيم النفس الطيبة و الواثقة عدم مجاراة مرضى الحسد ، لا عجزاً أو سذاجةً و إنما ترفعاً و إعزازاً لهذه النفس ... ولنعلم جميعا أن محاربة كل ناجح هي مهمة كل ناقص ، و كل يمارس دوره و لكن باختلاف الأدوات ، و يكفي كل ناجح أنه يصعد سلم النجاح بأريحية ، بينما يقبع في الأسفل منه من يحاولون البحث و التفتيش عن أي ثغرات أو هفوات له ، وها هو ذلك الزمان الذي أصبح فيه السفيه الكذاب مصداقا في قوله وأصبح العَالِمُ مكذبا في قوله فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة" ..