بعد الإمارات، البحرين تعلن عن التوصل إلى اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل، ولي عهد البحرين صاحب الدور القادم الذي سيدخل إلى تل أبيب بعد التطبيع وهو من سيطبع اليهود على مؤخرته يحمل على كتفيه عدداً كثيراً من الأوسمة وكأنه حرر جزر الواق واق اللهم لا حسد، رغم أن هتلر احتل ثلثي العالم وأشعل أكبر حرب عالمية في التاريخ لم يسبق له أن حمل ولو وساماً واحداً، وزير خارجية البحرين الذي يفاخر بما اعتبره إنجازاً، هذا المنطاد الذي مساحته أكبر من مساحة دولته ينتشي بأنه قام بجهود جبارة في إنجاز اتفاق التطبيع مع مغتصبي فلسطين بوساطة أمريكية، وهو لا يستطيع الجلوس والنهوض على كرسي المرحاض لأجل التغوط… ربما أن الأسباب الحقيقية التي دفعت الإمارات وبعدها البحرين للتطبيع مع الصهاينة هو اللجوء إلى حماية إسرائيلية، حسب تصريح مدير المنتدى الخليجي للأمن والسلام الذي يقول بأن أمريكا لن تكون في المنطقة بعد عشر سنوات لأنها ستتفرغ للصراع مع التنين الصيني، إيران عن يميننا وتركيا عن يسارنا، ليس لدينا قدرة على مواجهة هذه الدول الكبيرة، فماذا نحن فاعلون؟ لابد من بناء تحالف جديد في المنطقة يضم إسرائيل، وآن الأوان لنفكر بطريقة مختلفة تضع مصالحنا فوق كل اعتبار… إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يكذب العرب ويصرحون بأن التطبيع لأجل السلام ومصلحة الفلسطينيين ؟ ألا ترون أن هذا اعتراف بأن أمريكا هي من تحمي عروشكم يا ملوك الطوائف ؟ يعني أن دونالد ترامب كان صريحاً مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز حين قال: "لن تبقى في السلطة أسبوعين دون دعم الولاياتالمتحدة" الجواسيس عبر التاريخ يقولون أنهم يفعلون ذلك لحماية شعوبهم وأوطانهم، دول الخليج حجتها بالتطبيع مواجهة إيران والنفوذ التركي، لكنهم لا يدركون أن تطبيعهم مع إسرائيل يساهم كثيراً في زيادة شعبية إيران والأتراك عند الشعوب العربية… أمريكا الآفلة ترمي بإسرائيل في أحضان العرب، لتندمج في المنطقة وتضمن مستقبلها، لكن هذا لن يضمن مستقبلها ستقع هي ومن احتضنها، رحلة التطبيع لم تبدأ اليوم، مضى عليها سبعون سنة والكل يمارسه بطريقة شيطانه الخاص، بقي للفلسطيني أن يصمد على أرضه وأن يتوحد في مواجهة عدوه، لأن المواجهة على الأرض هي الحقيقة الثابتة وأصل المعادلة، وما تبقى حملات وعلاقات عابرة.