حينما تكون أفعالك لواقح خير، ستسوقك رياح البر إلى كل مكرمة ومحمدة، تزدان بها عند الله والناس، وحينها ستصبح من الكرماء النجباء القواصد للخير، التوارك للشر، الذين تسجل أعمالهم بمداد الفخر، أولئكم سلام عليهم في العالمين… لقد جفت أقلامنا وذبلت أعيننا وبحت أصواتنا و نحن نصرخ في وجه اللصوص دون أن يرف لهم جفن أو يتحرك لهم ضمير، حتى باتت البلاد تشكو من ينهب فيها بثوب مستعار فيقودها من عثار إلى عثار… لا تغرنكم قوتهم وانتفاخهم، لا تخيفكم تهديداتهم وكثرة مكائدهم، بيوتهم أوهن من بيوت العنكبوت، هي قوة واهية وبطش ضعيف، سرعان ما تتبدد وتذوب، قلّبوا صفحات التاريخ فكل متكبر ومتغطرس حاقد حقود لص ماكر مصيره الهلاك، هم مرضى القلوب، حقد دفين كل مرة تتفرقع داخل قلوبهم بدرة شر، معظم الفتن بين الناس هم من وراءها لإشباع جشعهم وإطفاء النار في دواخلهم ولا يهمهم ترسيخ الأمن الإجتماعي بين الناس… فالحقد طاقة كامنة فيهم، وهو غالباً ينبع من أصل تربيتهم ومن إحساسهم بالقهر والتقهقر الذي عاشوا فيه، وهذه الطاقة والوقود المشتعل داخل هؤلاء المرضى فهو غالباً ما يتحول لجرائم متنوعة منها العنف والسرقة والنصب، وينقلب إلى أنانية تأكل صاحبها تنمو وتتمدد وتتكاثر ببطء شديد ولا تنطفيء بل تزيد في الإشتعال كالنار في الهشيم، وتتجذر حتى تتحكم بطريقة غير إرادية بالسلوك، فتجدها تشتد وتنفجر غضباً بتعبير وسلوك عدواني انتقامي لا إنساني، فاحذروا الحقد وتراكمه فمن يحقد على الفرد يحقد حتى على المجتمع… ولك ياباغي يا لص ياسارق المال العام ألا تضيف الحقد إلى قاموسك فرائحة النتانة والقذارة تفوح منك، ولا تجعل البغضاء تحاصرك حتى لا تعصف بك رياح الحقد والضغينة. فمتى يتحرك من له سلطة الردع ؟