تتبع الشعب المغربي ليلة امس اللقاء الصحافي الذي استظاف السيد رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني ، ويبدو ان اختيار الاسئلة و منشط اللقاء كان مرتب له بشكل لايدع مجالا للشك في مرحلة حساسة و استتنائية يمر منها الشعب المغربي ، اسوة بجميع شعوب العالم نتيجة انعكاسات ازمة كورونا ، طيلة اللقاء ابان السيد رئيس الحكومة بأنه في واد و الاسئلة وانتظارات المواطنين في واد آخر ،حيت بقيت الاستفسارات دون اجابة مقنعة ورهينة بتصورات غير مظبوطة وكأنه بعيد بعد السماء من الارض في صناعة القرارات من ذاخل طنجرة اصحاب القرار الحقيقيين ، حيت اماط اللثام واضحا بأنه موظف سامي لايحكم وعبارة عن ناطق باسم حكومة غائبة اصلا عن انشغالات و قضايا الشعب المغربي، في زمن استتنائي لم ينج منه الاقتصاد المغربي الهش اصلا ، وفضح الفوارق الطبقية الصارخة لاغلبية ساحقة تعيش الفقر المدقع و التهميش الكبير ، وطبقة تعيش الغناء الفاحش و تستأسد بالثروة و الارض والعرض، الكل كان ينتظر اجوبة شافية وعافية لاشكالات وقضايا مصيرية مطروحة تتعلق بمغاربة الشتات العالقين بمختلف بلدان العالم، ومنهم من انتهت بهم ظروفهم الى التسول لسد رمقهم من الجوع و التشرد ، دون اي تحديد لموعد زمني او اعلان امل لترميم جروحهم الغائرة من شدة الانتظار ،ولا حل يدق في الافق دون فتح الحدود، رئيس الحكومة في لقائه، كفى و وعفى و أراح العقول بأجوبته الاستتنائية في زمن الاستتناء، ابان وكأنه في لقاء سياسي في الاشبه بحملة انتخابية عبر برنامج انتخابي فضفاض لاستمالة ناخبين محتملين ليس الا وهو يخاطب عامة الناس . اليكم لقطات من البرنامج و التي تبين دون ريب ان السيد رئيس الحكومة يغرد خارج السرب ولا اطلاع له باستراتيجية الدولة في صناعة القرارات والاجابة عن الاشكاليات المطروحة: سؤال:كيف ستتعامل الوزارة مع مشكل استئناف الدراسة واجراء الامتحانات الإشهادية؟ جواب: ليس لدي تصور، سنخبركم في الأيام القادمة. -سؤال :ما هي الأضرار الاقتصادية لجائحة كرونا وكيف تخططون لمواجهتها؟ جواب: لا أحد في العالم له تصور، نحن ندرس السيناريوهات، وسنخبركم في الأيام القادمة. سؤال :ما هي خطتكم بخصوص رفع الحجر الصحي؟ جواب: ليس لدينا تصور، ورفع الحجر سيكون أصعب من فرضه، نحن ندرس وسنخبركم في الأيام القادمة. سؤال: ما مصير المغاربة العالقين في الخارج ؟ جواب: نحن نفكر فيهم، وبدأنا إجراءات لدعم بعضهم جزئيا أو كليا، ونفكر فيهم وفي مصيرهم، وقريبا إن شاء الله يمكن نعيدهم إلى وطنهم وهذا حقهم .. وسنتواصل مع الرأي العام في الأيام القادمة، وسيمكن ترحيلهم الى وطنهم بعد فتح الحدود. نستنتج من خلال كل الاسئلة المطروحة ان السيد رئيس الحكومة هو الاخر ليست لديه الاجوبة الشافية للاسئلة المطروحة وكل تصوراته تنبع عن اجتهاد شخصي واعتمادها ليس من باب اليقين لان من يقرر ليس رئيس الحكومة و لا فريقه الحكومي بل حكومة اخرى تتوارى خلف الكواليس هي من تتحكم و تحكم وتصنع القرارات الكبرى بالبلاد في مختلف مناحي الحياة تعلق الامر بسياسة الدولة على المستوى الاقتصادي او السياسي او العلاقات الدولية و الشأن الدبلوماسي.