تشهد الولاياتالمتحدة والعالم اليوم الثلاثاء يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2009 حفل تنصيب الرئيس الأميركي الرابع والأربعين رئيسا لولاية أولى تستمر أربع سنوات تنتهي في نفس التاريخ والشهر عام 2013. وسيسلم الرئيس الجمهوري جورج بوش السلطة إلى خلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، حسب رموز وقواعد تطورت عبر 220 عاما من عمر البلاد و56 حفل تنصيب للسلطة. ويعد أوباما (47 عاما) أول رئيس أميركي من الأقلية السوداء بعد فوزه في انتخابات مثيرة تابعها العالم لحظة بلحظة. وجرت العادة أن يتم حفل التنصيب في العاصمة الأميركية واشنطن التي سميت باسم جورج واشنطن أول رئيس أميركي. الإجراءات الأمنية وتسبق حفل التنصيب إجراءات أمنية برية وجوية استثنائية ودقيقة لحماية مكان الحفل وشارع (بنسلفانيا أفنيو) الذي سيجتازه الرئيس الجديد من مكان الحفل إلى البيت الأبيض وسيكون مقرا للعمل والإقامة. وقد حشدت السطات الأمنية الأميركية تكتلا أمنيا كبيرا فضلا عن آلاف من عناصر الشرطة والمباحث الفدرالية، ووضعت أجهزة الدفاع المدني في حالة تأهب، خاصة أن الحضور الجماهيري سيكون حسب التقديرات ثلاثة ملايين شخص، فيما سيكون 240 ألفا على مقربة من منصة الاحتفال بتذاكر خصصت للمناسبة، ويتابع الآخرون من الخارج الحفل بمساعدة شاشات عملاقة. بدء خطوات التنصيب وعلى خطو الرؤساء الأميركيين الذين يحرصون على بدء يوم التنصيب بالذهاب مبكرا إلى الكنيسة، سيبدا أوباما وزوجته ميشيل وبنتاه يومهم بمغادرة سكن بلير هاوس المخصص للرؤساء والملوك ضيوف البيت الأبيض وهو على بعد خطوات من البيت الأبيض، ويذهبون لحضور صلوات تقام في كنيسة جونز أبسكوبال. ويلي الصلاة في الكنسية لقاء بين أوباما ونائبه المنتخب جوزيف بايدن وزوجتاهما وأعضاء لجنة التنصيب الخاصة بالكونغرس لإطلاعهم على خطة وبرنامج الحفل، ثم يتجهون إلى البيت الأبيض لاجتماع قصير مع الرئيس المنتهية ولايته جورج وزوجته لورا بوش. وبعدها يستقل أوباما وبوش الموكب الرئاسي في طريقهما إلى مبنى الكابيتول كي يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستوري إيذانا بتوليه مهام منصبه في تقليد بدأ عام 1837، في حين يستقل نائبه بايدن وديك تشيني نائب بوش سيارة مستقلة، وتستقل ميشيل زوجة أوباما ولورا زوجة بوش سيارة ثالثة. حفل أداء اليمين ثم يصل موكب أوباما وبوش إلى حفل التنصيب المثير عند الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول التي تطل على ميدان ناشيونال مول الذي يمتد بطول 3 كلم، ويطل مبنى الكابيتول على النصب التذكاري للرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لنكولن الذي شهد مساء الأحد حفلا فنيا ساهرا في تقليد وعلامة على بدء حفلات تنصيب الرئيس الجديد. ويفتتح الحفل عادة بعدة مقطوعات موسيقية تعقبها صلوات دينية سيقوم بها القس ريك وارين من كنيسة سادلباك في كاليفورنيا الذي أثار اختياره غضب ناشطين في مجال "حقوق اللواطيين" لموقفه المناهض لهم. وتحل اللحظة المرتقبة بالأداء الرسمي لليمين الدستورية عند الساعة 11.30 صباحا (16:30 بتوقيت غرينتيش) وبينما يتابع بوش المراسيم يقف أوباما وزوجته التي ستمسك بنسخة من الإنجيل ويضع يده على النسخة وهي التي استخدمها الرئيس إبراهام لنكولن عام 1861 حيث يؤدي اليمين الدستورية. ويقوم رئيس المحكمة العليا جون رورتس بتحليف أوباما اليمين القانونية التي تتلخص كلماتها بتعهد الرئيس بخدمة أميركا ومواطنيها والمحافظة على الأمانة في المنصب الأول في البلاد. وقال أوباما إنه سيحلف باسمه الكامل (باراك حسين أوباما) وكان قد تجاهل طيلة الحملة الانتخابية استخدام اسم والده مضافا إلى اسمه. وجرت العادة أن يؤدي نائب الرئيس المنتخب اليمين القانونية قبل الرئيس وسيؤدي بايدن اليمين أمام عضو المحكمة العليا جون بول ستيفنس. خطاب التنصيب ومن أهم صور حفل التنصيب خطاب الرئيس الجديد الذي يضع فيه رسالة برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي للولايات المتحدة وكيفية نظرته لمعالجة بلاده القضايا التي تشغل أميركا والعالم، ويتوقع أن يلقي أوباما خطابا مميزا بعد أدائه اليمين الدستورية مباشرة. ومن أشهر من ألقى خطابا مميزا في حفل التنصيب كان الرئيس جون كنيدي ولا تزال كلامات من خطابه تردد حتى اليوم. ومن ثم يتوجه أوباما لتناول طعام الغداء في مبنى الكابيتول، ثم يتحرك موكب الرئيس الجديد عبر شارع بنسلفانيا أفنيو بسيارته التي صنعت خصيصا لفترته الرئاسية، وجرت العادة أن يمشي الموكب ببطء ليتيح للجماهير المزدحمة على جانبي الشارع تحية الرئيس، وثمة توقعات بأن يسير أوباما على قدميه بعضا من الطريق كما فعل رؤساء سابقون. ويصل بعدها إلى منصة زجاجية صغيرة وضعت أمام البيت الأبيض، حيث يشهد أوباما استعراضا فنيا لطلاب مدارس. وينتهي الحفل الصباحي في نفس المكان الذي يبعد خطوات من البيت الأبيض، يغادر بعدها الرئيس الجديد المنصة إلى البيت الأبيض. وعند وصول أوباما إلي البيت الأبيض يكون بوش أول مستقبليه، إذ يتولى الترحيب به وبعائلته في منزلهم الجديد وسؤالهم عما يريدون، وفي المساء تقام حفلات تنصيب رسمية أخرى. وفور انتهاء مراسم الاحتفال الرسمي يهبط بوش وزوجته كمواطنين عاديين درجات سلم مبنى الكابيتول، ثم ينتقلان إلى قاعدة أندروز الجوية ليستقلا الطائرة في رحلة العودة إلى تكساس الولاية التي قدما منها. يشار إلى أن حفل تنصيب أوباما سيكون أعلى كلفة في التاريخ الأميركي، حيث من المتوقع أن يكلف 160 مليون دولار منها 45 من الأموال التي جمعها أوباما، وكانت حفلة بوش في 2005 كلفت مبلغ 42.3 مليون دولار.