احتضن المركز الجهوي للتكوين المستمر، التابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكشآسفي، أيام 2، 3 و4 مارس 2017، لقاء تكوينيا لفائدة المكونين الجهويين للأساتذة المصاحبين بالجهة. وتدخل هذه المحطة التربوية في إطار تفعيل المشروع المندمج رقم 8، الخاص بتجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية. وتأتي كذلك، في سياق أجرأة التدبير 15 المتعلق بإرساء آلية المصاحبة والتكوين عبر الممارسة، الذي يروم تأهيل مكونات ومكوني الأساتذة المصاحبين بسلكي التعليم الابتدائي والثانوي. وقد انطلقت أشغال هذا التكوين بإعطاء نظرة كمية وكيفية عن المصاحبة بالجهة، مع الإشارة إلى الخطوات والأشواط التي قطعتها الأكاديمية في تفعيل ورش المصاحبة نظرا لأهميته البارزة ومكانته الأساسية في الإصلاح، من خلال رصد التطور الواضح الذي انتقل من 29 مصاحبة ومصاحب سنة 2016 إلى 124 مصاحبة ومصاحب خلال الموسم الدراسي الحالي. أما العرض الإطار، فتناول أهداف وآليات المصاحبة، ليستعرض بعد ذلك، محطات التنزيل والإنجازات المحققة ميدانيا، مع الإشارة إلى التجارب الناجحة والآفاق المستقبلية. وكما هو مسطر في البرنامج، فقد أشرف الأستاذ عبد الرزاق المجدوب، عضو الفريق المركزي، على تنشيط الورشة المخصصة للمكونين من مفتشي التعليم الثانوي، في حين أشرف الأستاذ محمد الشتوي على تنشيط الورشة الخاصة بمفتشات ومفتشي التعليم الابتدائي. وقد استُهلت أنشطة الورشتين، بالتذكير بمحاور المجزوءة الأولى، والاطلاع على بعض النماذج والإنتاجات حول أدوات عمل الأستاذ المصاحب، مع حصر لائحة أدوات المصاحبة التي ينبغي الاشتغال عليها. وركز النشاط الثاني على مفهوم برنامج عمل المصاحب من خلال إسهام نظري تفاعلي، وتقاسم مقترح برنامج عمل من أجل الإغناء والتطوير. كما ناقشت الورشتان إسهاما نظريا حول أهداف ومنهجية رصد الحاجات والتعاقد حولها. ليتم الانتقال إلى اقتراح وضعية تكوينية تستهدف بلورة شبكة لتحليل الممارسة الصفية من لدن الممارس. وبعد تقديم المنتوج ومناقشته، تم تقديم عرض حول الأداة المقترحة لمساعدة الأستاذ المصاحب على ترصيد مختلف أنشطته وهي حقيبة المصاحب. حيث تم التعريف بها وبكيفية استعمالها، مع التركيز على أهمية الترصيد والتتبع في ضمان تراكم الإنجازات. ومن بين التوصيات التي تمخضت عن هذا اللقاء التكويني، ضرورة العمل على تكوين المصاحبات والمصاحبين في مجالات منهجية البحث والتواصل وتجميع وتقاسم الاقتراحات والتجارب. وللإشارة، فإن تدبير المصاحبة والتكوين عبر الممارسة، يروم بالأساس تطوير الممارسة الصفية والرفع من مردودية وجودة الأداء المهني للأستاذات والأساتذة، ضمانا لإيصال الإصلاح إلى داخل الفصول الدراسية والعمل على تطوير مؤشرات الجودة في التعلمات لدى المتعلمات والمتعلمين، وذلك عبر تحسين منهجية العمل ومعالجة التعثرات واقتراح الحلول الإجرائية المناسبة وتطبيقها في الفصل الدراسي. كما يدخل ضمن أوراش الإصلاح التي تسعى إلى الإرتقاء بمنظومة التربية والتكوين، من مدخل الارتقاء بالتكوين الأساس والتكوين المستمر.