وأنتم تمررون العدوان الثلاثي ضد شعب الموظفين٬ ممثلا في نظام تقاعد يضرب أفراده من الموظفين سنوات إضافية من عمرهم٬ وأنتم تشنون هذا العدوان٬ أو تشاركون في تنفيذه٬ كنت أمني النفس أن تعطونا القدوة والمثال وتعلنوا تخليكم عن معاشاتكم السمان التي تأكل معاشاتهم العجاف٬ لوجه الوطن ومصالحه ومصالح أبنائه٬ لأنكم من ذوي الجيوب المنتفخة التي ترى في هذا كنت أنتظر أن تأخذكم رجفة الاستحياء وأنتم تعلنون موافقتكم على القانون بمساوئه الثلاثة٬ وتقارنوا بين سنواتكم الخمس التي ترفلون فيها في شتى أنواع النعيم٬ وتتمتعون بالامتيازات الضريبية والهاتفية والفندقية والتنقلية٬ وتخيرون أنفسكم بين حضور جلسات البرلمان والتخلف عنها٬ وبين عقود عمل موظف يتخذ من الخيل والبغال والحمير وسيلة لتنقله٬ ومن الجبال والفيافي إقامته٬ سالكا الطرق الوعرة ومواجها شتى الأخطار دون أن يطمع في شطر امتيازاتكم٬ أو أن يجد حتى أدنى مواساة منكم أو من غيركم. كتب لكم أن تنعموا بتقاعد سمين بعد بضع سنين من الصولة والصولجان٬ وكتب على الموظف الشقي أن يتيه في أرض الوظيفة أربعين عاما يواجه فيها شتى أصناف العذاب٬ كأنما يتخبطه الشيطان من المس٬ وإذا ما ألقى عصاه كما تلقونها أنتم فجزاؤه هو الاستفسارات والتنبيهات والاقتطاعات. لا جناح عليكم ولا تثريب إذا تغيبتم٬ ولاحسيب ولا رقيب ولا مسائل لكم عن المردودية والعطاء٬ ناموا أو استيقظوا٬ تملوا بهواتفكم النقالة٬ ادخلوا واخرجوا متى شئتم مادامت رواتبكم السمينة في عصمة عن الاقتطاع والجزر٬ وما دمتم فوق المساءلة٬ لأنكم النخبة التي خلق شعب الموظفين ليكد ويشقى من أجلها٬ ويذيب زهرة شبابه ليوفر لها تقاعدا مريحا٬ ويواصل حمل صخرة العذاب الأليم ليوفر لأبنائكم وأبناء أبنائكم ما وفره لكم٬ ويمضي وقد اشتعل رأسه شيبا وتقوس ظهره وملأت التجاعيد وجهه وخفت بصره وثقل سمعه في رحلة عذابه أجله قبل أن يكملوا محكوميتهم٬ ليقصوا حكاية عذابهم هذه لملائكة الرحمة التي ستطاردكم لعناتها على ما فعلت التي قررتم أن تضيفوا لها ثلاث سنوات٬ ربما يكملونها محمولين على الكراسي المتحركة٬ وربما يبلغ كتابهم أياديكم التي ارتفعت في وقت كان من الأجدر لها أن تنزل٬ وأعطت إيماءة الموافقة على ما كان يجب عليها أن تنتفض ضده لوجه نفوس ضعيفة صارت رهائن يحاصرها قراصنة الحكومة مستعينة بمعاولكم٬ عفوا أياديكم لتئدها دون اعتبار لتوسلاتها الباكية.