الرباط - في إطار شراكة بين وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الجنوب ودار النشر الإسبانية (بلانيت) ومساهمة كيتين مونيوز فالكارسيل، سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونسكو، صدر كتاب بعنوان "موسم طانطان : رائعة التراث الشفهي اللامادي للبشرية". ويتضمن هذا الكتاب، الذي صدر في صيغتين الأولى (فرنسية-انجليزية) والثانية (عربية-إسبانية) بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة وعمالة إقليمطانطان، معلومات عن هذا الموسم، الذي أدرجته منظمة اليونسكو في نونبر 2005 كإحدى تحف التراث الثقافي اللامادي والذي يمثل ملتقى سنويا استثنائيا تلتقي خلاله أزيد من ثلاثين قبيلة من البدو الرحل بالصحراء. ويقدم هذا المؤلف، الصادر في طبعة أنيقة ويقع في 205 صفحة من الحجم الكبير، معلومات ضافية عن موسم طانطان، الذي نظم لأول مرة سنة 1963 بعد أن كان في السابق تجمعا عفويا لقبائل الصحراء، ليصبح بعد هذه السنة "فرصة للتلاقي وشراء وبيع ومقايضة السلع الغذائية وغيرها من المنتجات وتنظيم مسابقات في تربية الإبل والخيل" تتخلله أنشطة ثقافية متنوعة. كما يقدم المؤلف، الذي تضمن صورا تعكس مختلف العناصر المميزة للموروث الصحراوي، الذي يجري إبرازه خلال موسم طانطان، لمحة عن أهمية هذه التظاهرة، التي استؤنف تنظيمها عام 2004 بعد توقف دام سنوات، بالنظر لما تشكله من شهادة حية "للثقافات الشفهية والفنية المغربية ..." ولما "تتيحه لقبائل الصحراء من "فرصة استثنائية للتلاقي والارتباط بالماضي من جديد". ويبرز الكتاب مميزات موسم طانطان، الذي ما فتئ يتطور كما ونوعا منذ إعادة إطلاقه، والمتمثلة، على الخصوص، في الإبداع الشفهي والشعر الحساني والمساجلات الشعرية والرقص والأغنية الشعبية، علاوة على احتفائه بالخيمة الصحراوية والعمل على صيانتها وإضفائه قيمة وأهمية خاصة على مجموعة من المواد والتقاليد الشفهية التي تشكل التراث الشفهي الحساني لقبائل الرحل بمجموع الغرب الصحراوي للمغرب والجزائر وموريتانيا وحتى مالي والسينغال. كما يبرز الكتاب عناصر التراث الثمينة للموسم المتمثلة في الخيمة والجمل والحصان والفنون الموسيقية والعادات والطقوس والتعابير الشفهية والألعاب الشعبية ومختلف منتوجات الحرف اليدوية، إضافة إلى أنواع الزي والمطبخ الصحراويين والطب التقليدي.