رغم الدعاية الإعلامية والسياسية التي خصصت لدعوة المغاربة غير المقيدين في اللوائح الانتخابية العامة، لتقديم طلباتهم بالتسجيل مباشرة لدى المكاتب الإدارية المخصصة أو عبر شبكة الأنترنت، للتصويت في الانتخابات الجماعية والجهوية التي ستنظم في يونيو القادم، تشير المعطيات الحالية إلى عزوف كبير للمغاربة في الإقبال على تلك العمليّة، التي أتمت شهرها الأول وتنتهي إلى غاية يوم 19 فبراير القادم. وتشير الأرقام، التي كشف عنها وزير الداخلية في آخر لقاء جمعه بأحزاب الأغلبية والمعارضة، أن عدد المسجلين الجدد في اللوائح الانتخابية إلى حدود اليوم بلغ سوى 300 ألف شخص ممن تتوفر فيهم الشروط المطلوبة قانوناً، أغلبهم لجأ إلى الموقع الالكتروني المخصص لذلك من أجل تنفيذ العملية، وهو الرقم الذي يبقى هزيلا جدا، بالمقارنة مع 26 مليون مغربي ممن يحملون البطاقة الوطنية ومع حوالي 13 مليون و131 ألف و265 مغربي، مُسجلاً سابقاً في تلك اللوائح، أي أن أزيد من 12 مليون لم يتحركوا للتسجيل. عالم بريس وتنويرا للراي العام نزلت الى الشارع واستقصت اراء المواطنين حول العزوف عن التسجيل في اللوائح الانتخابية وسجلت الارتسامات الاتية: محمد طالب جامعي يعتقد انه يجب على الجميع التحلي بروح الشجاعة وطرح سؤال مهم وجوهري لماذ المغاربة لا يريدون التسجيل في اللوائح الإنتخابية،ولماذا بعض الأحزاب التي تدعي القوة الشعبية وبعض المنتخبين الذين يدعون أنهم يمثلون الشعب لم يستطيعوا إلى حد الساعة اقناع المواطنين بالتسجيل في اللوائح الإنتخابية؟؟ فما أدراك الفوز بها . م-ح استاد متقاعد وفاعل جمعوي.يقول بلغ عدد المسجلين إلى حدود يوم أمس 300 ألف مسجل فقط حسب تصريح وزير الداخلية مؤخرا مقارنة مع 26مليون مواطن مغربي حاصلين على البطاقة الوطنية. وهنا يتضح أن أغلب الأحزاب (ان لم نقل الكل في المغرب فقدوا مصداقيتهم في اقناع المغاربة لتسجيل انفسيهم في اللوائح الانتخابية . وأن العملية الإنتخابية قد تأثرت سلبا بسبب فساد بعض المتخبين وسياسة الإثراء السريع الذي تتولد من صناديق الإقتراع.حيث يدخل المنتخب موظف ويصبح رجل أعمال في ظرف وجيز بل البعض منهم يضاهي أغنياء المغرب. فاين هي الأحزاب التي تدعي أن لديها قاعدة شعبية هي من تقنع أنصارها. لكن ما بني على باطل فهو باطل، مع احترامي لبعض الأحزاب. سعاد غ معلمة ترى بان المواطن المغربي كان متسامحا،صبورا في مراحل انتخابية عدة، وجدد الثقة حسب تجدد الوعود ومن جهات عدة، لكن الواقع لم يتغير. فبعض المجالس البلدية أصبحت ملك للحزب الفائز في الإنتخابات الماضية ولو بمشاركة ضعيفة، لكنهم سيطروا على مدن معينة وجعلوها مملكة لعائلتهم وجسدوا الدولة داخل الدولة. وأصبحت مؤسسات الدولة ملكا لبعض الأحزاب وإذا ما خالفت توجه الحزب أو كنت غير سياسي نهائيا. ويقول بلحسن معلم إنّ التسجيل شأن عام يهم جميع الأحزاب والمجتمع المدني والمواطنين، مؤكدا أنّ الإشكال وراء العزوف عن التسجيل يعود إلى غياب الحس الوطني لدى بعض المواطنين وتقصير الأحزاب في تحفيزهم على ممارسة حقهم الانتخابي. وحول الفئات الأكثر عزوفا عن التسجيل، لاحظ بلحسن تدني الإقبال في أوساط الشباب وسكان الاحياء الهامشية ، وقال إنه من الصعوبة إقناعهم بجدوى التصويت لانهم يعانون من مختلف اصناف الحرمان . رغم ذلك يقول بلحسن إنه من الممكن اقناع المواطنين إذا توفرت إرادة إيجابية لدىهم و دعاهم لعدم الاستقالة من الشأن السياسي وحثهم على المشاركة في الانتخابات لاختيار مستشاريهم الذين سيرسمون مستقبلهم ومستقبل ابنائهم. من جهته، يربط احد المستشارين ببلدية ابن جرير ان قضية العزوف عن التسجيل في اللوائح الانتخابية ونفور شريحة الشباب من العملية السياسية يعود للأحزاب التي تحولت إلى أداة للتسلق الطبقي واقترانها بالمحسوبية وعدم النزاهة، مضيفا أن طموحات الشباب قد تجاوزت بشكل كبير ما تلبيه الأحزاب، "لديه وعي سياسي لم يعد مقتنع ببرامج الأحزاب المطالبها واشار في نهاية تصريحه بانه بعتبر الامر طبيعا لان جل الاحزاب لا تفتح دكاكينها عفوا مقراتها الا مع قرب المواعيد الانتخابية حيث تدب فيها الحياة اياما معدودة في انتظار مرور عملية التصويت لتعود الاحزاب الى سباتها من جديد .