الجزائر تتدجج بالأسلحة ما ظهر منها وما بطن . الجزائر لا تتردد في إنفاق الملايير من أجل أن تكون هي الأقوى في المنطقة المغاربية والشمال إفريقية ، ولذلك ، فهي تبحث عن أنجع الطرق لتصل إلى تحقيق حلمها الكبير المتمثل في التفوق على جميع جيرانها بالمنطقتين المذكورتين حتى لا يستطيع أحد أن يعاكسها في سياستها التي تريد فرضها ولو على حساب «إخوة الدم والتاريخ والمصير.. والملح المشترك ..» أما المستقبل فعلمه عند الله .. الحكام في الجزائر لا يهمهم سوى الهيمنة والتوسع . ووسيلتهم في ذلك التسلح ، ثم التسلح ، ثم التسلح بأفظع الطرق حتى ولو كان الأمر فوق طاقتها ؛ وإلا لماذا تتسلح الجزائر بهذا الشكل المحموم؟ وضد من تعد كل هذه العدّة والعتاد ؟ إن الأمر الآن لم يعد يقف عند حدود اقتناء أسلحة جد متطورة من الشرق والغرب ، ولا يهم الثمن المطلوب ، بالعملة الصعبة التي توفرها مداخيل النفط ، ما دام الأمر يتعلق بالسعي لبناء أول محطة نووية ، بل بناء محطة نووية كل خمس سنوات . بمعنى أن الجزائر بمجرد أن تنتهي من بناء محطتها الأولى ، المقررة سنة 2020 ، ستشرع في مسلسل توليد المحطات النووية في طول البلاد وعرضها . قال وزير الطاقة والمعادن الجزائري ، شكيب خليل ، ان الجزائر تهدف لبناء أول محطاتها النووية لاغراض تجارية ، في عام2020 ، وانها ستبني محطة كل خمس سنوات بعد ذلك. وعززت هذا بإبرامها عدة اتفاقيات في مجال الطاقة مع الارجنتين والصين وفرنسا والولايات المتحدة ، كما تجري محادثات مع روسيا وجنوب افريقيا. وحسب المسؤول الجزائري ، فإن بلاده متقدمة في هذا المجال وتأمل أن توقع عددا أكبر من الاتفاقيات. وأضاف انه من المرجح أن تمتلك الجزائر أول مفاعل عام2020 ، كما أنه من المرجح ان يكون هناك مفاعل جديد كل خمسة أعوام بعد ذلك. ويستعد البرلمان الجزائري للمصادقة على قانون يؤسس لوكالة الطاقة الذرية وشركة لتطوير الطاقة النووية. طبعا ما يشجع للإقدام على مثل هذه الخطوات ، توفّر الجزائر الله يزيدها - على احتياطات ضخمة من النفط والغاز وكذلك من الأورانيوم.. وقبل عام ، اتفقت الجزائر والصين على التعاون في تطوير الطاقة النووية المدنية والتعاون في مجالات التدريب والابحاث والموارد البشرية. يلاحظ المراقبون أن الجزائر تخوض حربا عنيفة مع نفسها ، وتخوض سباقا قويا مع ذاتها ، وتنفق في سبيل ذلك بدون حساب ؛ وفي أحيان كثيرة ضد المنطق ، وضد حتى التاريخ والجغرافيا ، ولا تراعي أي شيء من أجل الوصول إلى تحقيق ما تريد ، وإرضاء ذاتيتها بشكل جنوني .. ليتسلح الحكام بما شاؤوا من أسلحة الفتك والدمار، خاصة ونحن نعلم أن هذه الأسلحة لن تُصَوَّب لأعداء الأمة .. جميل أن تمتلك الجزائر الشقيقية محطات ومفاعل نووية في طول البلاد وعرضها . والأجمل أن يستفيد منها «إخوة الدم والتاريخ والمصير .. والملح والطعام المشترك » في المقام الأول والأخير . أما إذا كان الحصول على هذا فقط من أجل التنابز والتباهي ، وللتهديد بها في يوم ما ضد المقرّبين ، فالله يعاونها في هذا المجال ... المهم أن الجزائر تنتظر تناسل المحطات النووية ، وتطرق باب نادي الدول النووية .. وذلك شأنها .