«اقترف» المسؤول عن «الجريدة الأخرى» كتابة أخرى ردا عما نشر في هذا الركن، ولم يجد صاحبهم من دفاع غير إعادة نشر نفس الترهات التي ملأ بها بياض صفحات جريدته. وهي فرصة تتيح للقارئ المغربي الفرصة السانحة للاطلاع على كافة التفاصيل التي لن تقلل من أهميتها عبارات التجريح والقذف التي يحاول من خلالها صاحبهم أن تمثل دور الدرع الواقي الذي يصد قوة الصدمات. نبدأ أولا بقول «صاحبهم» أن تعيين الوزير الأول طبقا للمنهجية الديمقراطية عقابا ملكيا للمغاربة، بما يعني حسب فهمه أن جلالة الملك عاقب الشعب المغربي حينما مارس صلاحياته الدستورية المنصوص عليها بوضوح في الفصل 24 من الدستور حينما عين السيد عباس الفاسي وزيرا أول، وبعدما حرص جلالته على إعمال المنهجية الديمقراطية المعتمدة في الديمقراطيات المتقدمة ، وطبعا لا يمكن لأي ملاحظ أو متتبع إلا أن يعبر عن استغرابه الشديد لإقحام جلالة الملك في نقاش يستند إلى قراءات شخصية على كل حال، ولا يملك إلا أن تمتلكه الدهشة فعلا إزاء شخص يتحدث باسم الملك، وهذا سلوك لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يتصف بالخطورة البالغة. نعم، قد نصدق أن «صاحبهم» كان لسان حال أصحاب الحال حينما كان يشتغل في موقع إعلامي يسترزق منه حفنة من الدولارات كانت تدخل حسابه البنكي كل شهر، وكان على علاقة ود وانسجام وحتى تبعية مع أصحاب الحال في زمن وزير الداخلية الشهير الذي كان يبادله حتى الزيارات في زمن كان فيه المغاربة يقتطعون فيه جزءا من أجسادهم ويدفعون حياة بعضهم ثمنا للنضال من أجل محاربة الفساد الحقيقي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وهذه العلاقة التي لم تتوقف حتى بعد إعفاء وزير الداخلية الشهير، وهناك تفاصيل كثيرة سيحين وقت نشرها في سياق هذا النقاش. نعم، قد نصدق «صاحبهم» بأنه كان لسان حال أطراف معينة حينما قبل السفر ولمدة ليست طويلة للاشتغال الإعلامي في دولة خارجية، ودائما مقابل نفس العملة الصعبة، نعم قد نصدق صاحبهم أنه كان يقوم بهذا الدور حينما كانت القوات الأمريكية تمارس الإبادة الحقيقية في حق الشعب العراقي البطل، وقبل صاحبهم أن يشتغل مراسلا لإذاعة «سوا» التي كان الديمقراطيون الحقيقيون والمهنيون الفعليون النزهاء يرفضون حتى الاستماع لهذه الإذاعة المشبوهة، والمقابل طبعا كان هو ضمان تدفق حفنة من الدولارات في الحساب البنكي للسيد علي أنوزلا، الذي يتذكر جيدا طبيعة موقف الشعب المغربي قاطبة من العدوان، والإبادة في حق الشعب المغربي، قد نصدق فعلا أن أنوزلا كان رقما بسيطا وحتى تافها في الزمن الصعب الذي اجتازه الشعب المغربي ويعاند اليوم من أجل تجاوز مخلفاته، لكنا لن نصدق أنه بإمكانه اليوم أن يتحدث باسم جلالة الملك الذي يجسد إرادة جميع المغاربة الملتفين وراء قيادته المتجددة. إن عقدة القزمية في التفكير وفي البنية تمارس ضغوطا على صاحبها ليبدو أمام الرأي العام أكثر حجما، وهذا قد يتحقق في مجالات كثيرة وليس في الإعلام ولا في السياسة على كل حال. إن علي أنوزلا يناضل من أجل إخفاء خساراته المتتالية وانهزاماته المتعاقبة، وقد تحين الفرصة للاستمتاع بما كان يكتبه على المغرب، وعلى المغاربة حينما كان صحفيا ثم مديرا لمكتب الشرق الأوسط في زمن ادريس البصري وبعده بقليل، يخفي خساراته وانهزاماته حينما يقبل ببيع «جريدة الأخرى» للزميل بنشمسي بحفنة مال على أن لا يصدر أية جريدة وهو الأمر الذي أكده الزميل بنشمسي في اتصال معه وإن كان امتنع عن الحديث فيه، وهو تصرف من أنوزلا يؤكد من خلاله قبوله واستسلامه لممارسة الرقابة الذاتية بفعل سلطة المال الذي كان أخضر في الماضي القريب وتحول إلى علة في هذا الزمن. شخص بهذه المواصفات وبهذا الماضي والذي ستأتي الفرصة مرارا لعرض كثير من تفاصيله المثيرة والمشمئزة للأبدان لا يمكن أن يتحول بقدرة قادر إلى نبي طاهر، وهذا هو المرض الحقيقي لأنه مرض نفسي وازعه حب المال الأخضر وغير الأخضر ومراكمة المصالح الذاتية الضيقة، شخص بكل هذه الصفات لن ينجح مهما حاول في تبييض ماضيه. ونؤكد لصاحبهم إن عادوا عدنا، والمتعة والاستفادة الحقيقية ستكون للقارئ على كل حال.