أكد كاتب فرنسي أن زيارة الرئيس الصيني ; هو غينتاو إلى القارة الأفريقية، تشكل تهديدا حقيقيا لنفوذ باريس التقليدي هناك ، والذي اعتراه الكثير من الوهن والضعف، مقابل حيوية الدور الصيني وتجدده واعتماده على وسائل معتبرة. وقال فرنسوا هوتير في صحيفة «لوفيغارو»، إن الرغبة الصينية الكبيرة في اكتساب مواقع بالقارة الأفريقية على حساب القوى الاستعمارية التقليدية، مثل فرنسا وبريطانيا والبرتغال، تعتبر جديدة على الصعيد الديبلوماسي, فحتى سنوات قليلة ماضية كانت الدبلوماسية الصينية تتميز برصانتها وحياديتها تجاه المصالح الغربية. لكن الوضع تغير حسب الكاتب منذ الزيارة الأولى للرئيس هوغينتاو لعدد من الدول الأفريقية, ومنذ ذلك الحين بدأت الصين مسارا دبلوماسيا مختلفا ، يركز أولا على شراء المواد الأولية والنفط, ثم أضحت الرغبة في التغلغل الآن واضحة وبلا مواربة في سعيها لوراثة النفوذ الفرنسي. ومن الواضح أن زيارة هو غينتاو إلى السنغال ، ستعلن بداية الصراع الصيني الفرنسي، وهي التي تؤكد أن بكين كانت دائما تترصد الضعف الفرنسي بالقارة الأفريقية لتحقق ما تريده في اللحظة المناسبة. وتمضي بكين قدما في علاقاتها مع الأفارقة ، حسب هوتير، معتمدة الخطاب المناهض للاستعمار وسيلة للنفاذ إلى عمق القارة متحدية نفوذ باريس التقليدي, وهي تمتلك مقارنة بفرنسا مجموعة من القدرات والإمكانيات والوسائل التي تجذب الدول الأفريقية الفقيرة. أوراق رابحة ومن أبرز هذه الوسائل التي تساعد في تعاظم الدور الصيني أنها تمنح القروض الميسرة لبلدان القارة دون شروط خاصة, وتقدم المساعدات والهبات بسخاء وتقيم البنى التحتية والمشاريع وفق شروط لا تقبل المنافسة ، كما تشتري المواد الأولية من الدول الأفريقية بأسعارها العادية والعادلة. كذلك لا تركز بكين على مسألة احترام حقوق الانسان في علاقاتها, ويبدو أنها تسعى لإحياء حلم تحرر الأفارقة جنوب الصحراء من عالم غير عادل ومستغل تمسك خيوطه القوى الاستعمارية القديمة وخاصة فرنسا. ويرى الكاتب أن الظروف في البلدان الأفريقية الفرنكوفونية تتلاءم مع المصالح الصينية على المدى الطويل, ففي الغابون والكاميرون والكونغو وتشاد والآن السنغال ، يرفض الرؤساء , الذين نصبتهم فرنسا منذ فترة طويلة، تحديد من سيخلفهم. ربما هي مسألة وقت قبل أن تأخذ أنظمة جديدة زمام السلطة بهذه الدول لتقف ضد القوى الاستعمارية, أي ضد فرنسا مثل حصل تماما في كوت ديفوار.