بعد سنوات من الاستغلال العشوائي، والمنع المزاجي، والصراع بين أصحاب المصالح الشخصية والذاتية على حساب الصيادين والبحارة البؤساء بمنطقة الانتاج والتسويق.. تفطنت وزارة الصيد البحري مؤخرا، للخطر الذي يهدد الصدفيات المحاربة المتبقية في المصايد الواقعة ما بين الفنيدق، والمضيق، وسانية الطريس، ومارتيل، وأمسا، وتامرابط، ووادي لو، وقاع أسراس، ورأس الماء، والسعيدية، وهي المصايد الواقعة جغرافيا وبحريا بالأقاليم السبعة المطلة على البحر الأبيض المتوسط. انشغال وزارة الفلاحة والصيد البحري، وتركيزها على صنفين فقط من الصدفيات المحارية وذلك بناء على البحوث الميدانية والدراسات التحليلية التي يقوم بها دوريا خبراء المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، والافتناع بمنع صيدهما لفترة محددة، هو تقصير في حق باقي عائلة الصدفيات التي اشتهرت بها المصايد الشمالية السالفة الذكر.. فالنوعان اللذان تريد وزارة الصيد البحري تقنين صيدهما، واستخراجهما من قعر رمال البحر بواسطة جرافات وغراطيم مدمرة، و جرارات يدوية تقليدية، وجمعهما وتصديرهما الى اسبانيا، والمشهوران في مصايد الشمال بالاسم الاسباني (كونتشا) و (كاروكو)، من خلال فرض التوقف عن صيدهما ما بين فاتح مارس الى نهاية يونيو من كل سنة.. كان يجب على الوزارة الوصية، مواكبة ذلك، بالبحث عن الأسباب التي أدت الى اختفاء باقي الأنواع الأخرى من الصدفيات ذات الجودة الغذائية العالية، ومنها (الميخا) التي اشتهرت بها مصايد السعيدية، ومارتيل، ووادي لو، دون أن ننسى الكوكينا) أو ما يعرف ب (لوبية البحر) والتي مازالت اثارها بشاطيء مرتيل باقليم تطوان..