طغت كلمة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، على مداولات منتدى ميونيخ السنوي الخاص بالسياسات الأمنية، وسط تلويح المستشارة الألمانية , أنغيلا ميركل، بتشديد العقوبات على إيران إذا فشل الحل الدبلوماسي معها بشأن ملفها النووي. وحدد بايدن، في كلمته، الملامح العامة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الجديد باراك أوباما في ملفات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأفغانستان، وبرنامج الدرع الصاروخي، وقضايا المناخ، وإغلاق معتقل غوانتانامو. وخرج بايدن بتصريح أبدى فيه الاستعداد للحوار مع إيران، وكذلك عزم بلاده الاستمرار في تطوير الدرع الصاروخية إذا كانت فعالة ومجدية مالياً وبالتشاور مع أوروبا وروسيا. وحسب مصادر إعلامية، فإن المسؤولين الغربيين، وبينهم المستشارة ميركل، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، شددوا على أن استجابة إيران لمطلبهم في الملف النووي، سيبعد عنها سيف العقوبات. وحث ساركوزي روسيا على تقديم المساعدة للغرب حتى تكون مسألة العقوبات على إيران "فعالة" ، في حين التقى وزير خارجيته ، برنار كوشنر، على هامش المنتدى، رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني. وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن لاريجاني وكوشنر ناقشا المأساة الإنسانية التي شهدها قطاع غزة جراء "العدوان الصهيوني" ، والبرنامج النووي الإيراني، حيث شدد رئيس مجلس الشورى على أن هذا البرنامج "تم تسييسه، وليست هناك أية مشكلة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وبدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي ضرورة استمرار إيران في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتبر مواصلة الحوار بين الجانبين السبيل الوحيد لتسوية هذه المسألة. وكان لاريجاني قد حدد، في كلمته لدى افتتاح المنتدى، شروط إيران لفتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما. وعبر لاريجاني عن رفضه للسياسات الأميركية التي مورست على مدى عشرات السنوات على بلاده، مؤكدا وجوب تخلي إدارة الرئيس أوباما "عن الأخطاء السابقة قبل أن يتحقق أمل المصالحة" معها. وتمسك بموقف طهران من برنامجها النووي. وأوضح قائلا إن "الولاياتالمتحدة أحرقت في الماضي عددا من الجسور، لكن بإمكان البيت الأبيض إعادة بنائها" في حال إقرار الإدارة الجديدة "بالأخطاء وتغيير السياسات" المعتمدة إزاء طهران. وشدد لاريجاني على وجوب "التخلي عن السياسة القديمة القائمة على العصا والجزرة" ، في إشارة إلى تلويح الغرب بمكافأة إيران في حال تخليها عن أنشطتها النووية المصنفة كتهديد في نظر الأخير. وأضاف "إنها فرصة ذهبية للولايات المتحدة". وفي سياق الدورة الحالية للمنتدى، الذي شارك فيه نحو 350 شخصية عالمية ، بينهم رؤساء حكومات وسياسيون بارزون، نوقشت قضايا أفغانستان، ونزع السلاح ، وعلاقات الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو بروسيا ، فضلا عن الاقتصادية العالمية. وطالب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، من جانبه ; بتأسيس تحالف أمني جديد، مهمته العمل على نزع السلاح، في حين دعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، محمد البرادعي، إلى إرساء ضمانات أمنية جديدة تساعد على مكافحة انتشار الأسلحة النووية.