يخلد الشعب المغربي اليوم الذكرى التاسعة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين والمغرب يتابع مسيرة التنمية وترسيخ قواعد الديمقراطية الحقة في تلاحم بين العرش والشعب. وقد أكد جلالة الملك محمد السادس خلال السنوات التسع التي خلف خلالها والده المنعم المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه حرصه على تأهيل المغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتوفير كل المقومات التي تجعل من المغرب بلداً متقدما وموحداً ومتضامنا. وتجسيداً لهذا الحرص أبى جلالته إلا أن يتفقد بنفسه من خلال الجولات التي يقوم بها عبر الوطن كل المشاريع التي تحقق الرفاه والعيش الكريم لشعبه المحبوب مجسداً بذلك سياسة القرب التي تنطلق من التعرف على حاجيات المغاربة والعمل على تلبيتها. ولعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالته والتي يشرف على جل مشاريعها خير دليل على اعتناء جلالته بأمور رعاياه، وهي المبادرة التي انخرطت فيها كل مكونات الشعب المغربي حكومة وشعبا وجمعيات وسلطات. في هذه الأجواء الواعدة بالآمال يخطو المغرب خطوات كبرى نحو آفاق جديدة للتنمية والرفاهية وهو يخلد هذه السنة الذكرى التاسعة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين. ومن خلال تخليد هذه الذكرى يجدد الشعب المغربي ارتباطه الوثيق بالعرش العلوي، والتأكيد على أن المغرب أمة واحدة وان العرش هو ضامن الوحدة وان هذه الوحدة هي الضامن لاستمرار المغرب ورفاهيته وازدهاره. ان ذكرى عيد العرش المجيد تجسد المعاني السامية والدروس التاريخية وتعبر عن القيم الوطنية والأصالة المغربية وعراقة النظام المغربي الذي هو القاعدة الصلبة التي تقوم عليها الدولة المغربية منذ أربعة عشرقرنا. فالعرش المغربي هو الضامن للوحدة الوطنية وهو المجسد لوحدة المغرب والمغاربة والجامع لقلوبهم التي تجعلهم شعباً وفيا مخلصا للمقدسات متشبثا بالمبادئ الوطنية ومتمسكا بالوحدة في كل دلالاتها. وبخصوص الوحدة الترابية التي يلتف حولها المغاربة عرشا وشعبا شكلت مبادرة جلالة الملك المتعلقة بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الأقاليم الجنوبية فرصة تاريخية لدول المغرب العربي الخمس من أجل وضع أسس لبناء تجمع مغاربي مستقر ومزدهر. وقد سجل المغرب وهو يودع السنة التاسعة لاعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين نتائج اقتصادية مشجعة يسعى جلالته إلى الجمع بين التأهيل الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. لقد تمكن المغرب خلال السنوات التسع لحكم جلالة الملك محمد السادس من فتح بناء الأوراش الكبرى للتنمية المستدامة من خلال البنيات التحتية الكبرى التي ستؤسس لاقتصاد قوي كما سعى إلى الحفاظ على التوازنات الاقتصادية التي تضمن استمرار المغرب في البناء كما عمل على الاستجابة للانتظارات الآنية للفئات العريضة من أبناء الشعب المغربي. إن ذكرى عيد العرش مناسبة كبرى ومحطة حيوية لذكر المنجزات والتطلع إلى الآفاق الواعدة لمغرب دائم الاستقرار وديموقراطي حداثي معتز بأصالته قوي بانفتاحه ملتف حول جلالة الملك في تلاحم دائم بين العرش والشعب.