سلا: بدر بن علاش تشكل الصناعة التقليدية بمدينة سلا إحدى المكونات الأساسية للبنية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية محليا، فبالإضافة الى كونها تركة حضارية تعكس الهوية المحلية وتعرف بها، فإنها تشكل مجالا اجتماعيا يمتص نسبة هائلة من اليد العاملة تقدر بحوالي 47 ألف صانع، وكذلك قطاعا اقتصاديا يساهم في التنمية المحلية، والتنشيط السياحي، ويضمن العيش لنسبة لايستهان بها عن السكان، وفي هذا السياق السوسيو اقتصادي تعمل غرفة الصناعة التقليدية ومندوبية الوزارة بسلا كل منهما جاهدة ووفق الاستراتيجية التنموية المسطرة من قبل الوزارة الوصية على القطاع، وفي حدود الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة لديهما، على الرفع من مستوى القطاع محليا، وإعادة هيكلته وفق أسس علمية وإقتصادية، ستمكنه لامحالة من مواكبة التحولات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية. وفي إطار البرامج الطموحة الرامية الى التعريف بالمنتوج التقليدي بمدينة سلا وتسويقه تنظم غرفة الصناعة التقليدية بسلا، تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، المعرض الجهوي الثالث للصناعة التقليدية بساحة باب المريسة بسلا من 22 يوليوز الى غاية 4 غشت المقبل. وقد حضر حفل افتتاح المعرض كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية أنس بيرو، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان سعد العلمي، وعامل مدينة سلا محمد صبري، ورئيس مجلس جهة الرباطسلا زمور زعير عبد الكبير برقية، وعدد من المسؤولين والصناع التقليديين، الذين زاروا أروقة المعرض واطلعوا على منتوجات الحرفيين والتعاونيات الحرفية، خصوصا المتعلقة بالنسيج التقليدي والطرز والخياطة والديكور والنجارة الفنية والحدادة الفنية والمنتوجات الجلدية والنباتية والفخار والخزف والملابس التقليدية والزرابي. وأبرز يونس صيبري رئيس الغرفة أن تنظيم المعرض جاء نتيجة جاء لسلسلة من الاجتهادات، وافرازا لمجموعة من المعطيات، ووعيا بأهمية تسويق المنتوج التقليدي عبر تشجيع الصانع الفردي ومساعدته على خلق المقاولة مواكبة لاستراتيجية الوزارة في إطار عقد برنامج رؤية 2015، اذ تم اتخاذ مجموعة من التدابير، منها فتح المجال لأكبر عدد ممكن من المشاركين في المعرض ، حيث بلغ العدد هذه السنة 80 مشاركا نظير 60 مشاركا في المعرض الجهوي الثاني و 42 مشاركا في المعرض الجهوي الأول، وكذا برمجة حلقة تكوينية لفائدة المشاركين في المعرض حول تقنيات تسويق المنتوج التقليدي وخلق المقاولة الحرفية، و اعتماد الغرفة لأول مرة على استراتيجية التلفيف «Ombalage» الموحد لجميع المشاركين، حيث تحملت الغرفة هذه السنة تكاليف طبع وإنجاز وسائل التلفيف، وتوزيعها على جميع المشاركين مجانا، وذلك بغية تحسيسهم بأهمية التلفيف في ترويج المنتوج التقليدي. وأضاف صيبري أنه في إطار الخطة الحكومية الجديدة المندرجة تحت اسم «استراتيجية تنمية الصناعة التقليدية في أفق 2015»، استطاعت غرفة سلا تحقيق عدة منجزات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنظيمي، كما تمكنت من وضع مواصفات دقيقة وصارمة لإثبات هوية الصانع التقليدي وتسجيله في سجل الحرف الداخلي الذي سهرت الغرفة على انجازه كأول خطوة للمساهمة في تنظيم الحرف والتقليص من ظاهرة التطفل على القطاع، كما انتهجت أسلوبا جديدا في التواصل مع الفئات المنتجة والمبدعة، واتخذت عدة تدابير لرصد مكامن الخلل وكذا مواطن القوة في المنتوج اليدوي السلاوي، واستطاعت حصر العديد من الإشكاليات بهدف إيجاد الحلول الناجعة لها، وذلك من خلال تقريب الغرفة من الصناع وتفعيل سياسة التعايش والتنسيق مع السلطات الوصية والمحلية والعمومية والمجتمع المدني، بغاية تقريب الرؤى وتوحيد وجهات النظر بخصوص الملفات الهامة التي تتعلق بالجانب المادي والمعيشي للصانع التقليدي.