اختتمت مساء أول أمس الأربعاء بقاعة المسيرة بمكناس فعاليات الدورة 13 للبطولة العربية للشبان بانتصار مستحق للمنتخب السوري ) وصيف الدورة 12 التي كان قد فاز بها منتخب لبنان الغائب الأكبر عن هذه الدورة ( وقد تغلب المنتخب السوري في المباراة النهائية على نظيره المصري في مباراة قوية وحماسية بحصة 108 نقطة مقابل 107 بعد اللجوء إلى التمديد إثر انتهاء الوقت القانوني للمباراة بالتعادل 97 نقطة لكل فريق. وقبل استعراض أهم مخلفات هذه المباراة لابد من الإشارة إلى أن هذه البطولة التي عرفت مشاركة 10 منتخبات عربية تميزت على العموم بمستوى مقبول بصفة عامة وأظهرت بجلاء مدى النقص الذي تعاني منه كرة السلة الوطنية على مستوى التكوين داخل أنديتنا الوطنية، بالرغم من بلوغ المنتخب الوطني المربع الذهبي واحتلاله المرتبة الرابعة للبطولة، والتي تعتبر ثمرة مجهود الطاقم التقني بقيادة المدرب سعيد البوزيدي، لكن الدرس ربما كان بليغا وأظهر بجلاء أن لاعبي مستقبل هذه الرياضة في بلادنا يعانون داخل أنديتهم من ضعف التكوين سواء على المستوى الفني أو البدني، وكذلك غياب القامات اللازمة لممارسة هذه الرياضة، كما أن التحضير لهذا الحدث لم يكن كافيا واقتصر على تربصات متقطعة بمركز التكوين في الرباط عوضا عن القيام بتربصات خارج أرض الوطن وهو ما انعكس سلبا على مستوى اللياقة البدنية للاعبينا الذين أتموا البطولة بصعوبة. وبالعودة للمباراة النهائية فقد كانت حماسية في جل أطوارها وتميزت بإيقاع سريع بين المنتخبين السوري والمصري، ومردود جيد من لاعبي الفريقين انعكس إيجابا على نتيجة المباراة، حيث ارتفعت نقط المباراة بشكل ملفت، إذ بعد أن انتهى الربع الأول بنتيجة 20 مقابل 19 لفائدة المنتخب المصري، تمكن هذا الأخير خلال الربع الثاني من تحقيق تفوق نسبي أنهى من خلاله الشوط الأول لفائدته بفارق 10 نقط والحصة 48 نقطة مقابل 38. أما خلال الربع الثالث فقد ساد التكافؤ أداء الفريقين ليظل فارق العشر نقاط لفائدة أحفاد الفراعنة بنتيجة 69 نقطة مقابل 59. وبدخول الفريقين الربع الأخير من المباراة ارتفع الإيقاع أكثر وظل المنتخب السوري يناضل من أجل تذويب الفارق إلى أن أدرك التعادل 82 مقابل 82 وذلك قبل 4 دقائق ونصف من نهاية المباراة، وحينها عاد المنتخب المصري مجددا لأخذ قصب السبق في التسجيل بنتيجة 88 مقابل 82، إلا أن المنتخب السوري أظهر استماتة أقوى وعاد مجددا في النتيجة، لكن وقبل دقيقتين و 36 ثانية كاد السوريون مغادرة المباراة بعد خطأ غير مقبول من الحكم الدولي السعودي محمد عيدان الذي احتسب سلة غير قانونية للمنتخب المصري إضافة إلى رمية حرة والنتيجة قبل ذلك 90 نقطة مقابل 86، وبعد أخذ ورد وتدخل المسؤولين الإداريين السوريين عاد المدرب جورج زيان عن قراره وعاد لاعبوه لإتمام المباراة لترتفع النتيجة إلى 93 مقابل 86، إلا أن لاعبا مصريا أهدر رميتين حرتين لخطأ فني ضد المدرب السوري، ليعود الفريق الأخير تدريجيا في النتيجة ويستفيد بالأساس من التراخي الذي طبع اللاعبين المصريين الذين ربما اعتبروا أنهم حسموا النتيجة لفائدتهم خاصة وأنهم كانوا متقدمين بحصة 97 مقابل 91 وذلك قبل 15 ثانية على صافرة النهاية لكن المنتخب السوري عاد بقوة في النتيجة إذ بعد أن سجل سلة متبوعة برمية جزائية أصبح متأخرا بفارق ثلاث نقط قبل 3 ثواني من النهاية وحصل على وقت مستقطع لم يحسن بعده المصريون من القيام بالدفاع اللازم ليحصل السوريون على رمية ثلاثية ناجحة أعطتهم التعادل 97 مقابل 97 وحكمت على الفريقين بدخول شوط إضافي زاد في جل فتراته كذلك من التشويق من خلال عطاء ومردود الفريقين، وخلاله أضاع المصريون مجددا الفرصة للفوز إذ بعد أن كانوا متقدمين قبل 41 ثانية من النهاية بحصة 107 مقابل 105، أضاعوا هجوما سهلا ثم حصل السوريون على رميتين حرتين سجلوا منها نقطة واحدة، ثم أضاع المصريون هجوما آخر ليطلب المدرب السوري وقتا مستقطعا قبل 5 ثواني من النهاية، ومباشرة يتمكن لاعبوه من تسجيل سلة التفوق 108 مقابل 107، وبعدها طلب المدرب المصري وقتا مستقطعا قبل 3 ثواني من النهاية وكاد بعده المصريون قلب النتيجة لفائدتهم لكن أحد لاعبيهم أضاع توغله نحو السلة بعد أن طافت الكرة فوق الحلقة وخرجت لتعلن انتصار وفوز المنتخب السوري. إجمالا فقد قدم منتخبا سوريا ومصر مستوى مشرفا، وحل منتخب الجزائر ثالثا بعد أن اكتسح شباننا في مباراة الترتيب بحصة 58 مقابل 37. ويذكر أن الدورة عرفت مشاركة 10 منتخبات عربية، حيث ضمت المجموعة الأولى منتخبات المغرب والأردن ومصر والصومال والإمارات العربية المتحدة، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات سوريا وتونس والجزائر والسعودية واليمن، وتأهل للدور الثاني عن المجموعة الأولى كل من مصر والمغرب والأردن، وعن المجموعة الثانية كل من سوريا والجزائر واليمن، وتأهل للدور نصف النهائي كل من مصر التي هزمت الجزائر بحصة 74 مقابل 72، وسوريا التي تغلبت على المنتخب الوطني بحصة 70 مقابل 48. تبقى أبرز نقطة سوداء سادت هذه البطولة هي التشكيك في حقيقة السن القانوني للاعبي العديد من المنتخبات العربية وهي ظاهرة تظهر بجلاء أن عقلية بعض مسيري الرياضة على الصعيد العربي ما زالت متخلفة وبعيدة عن النزاهة الأخلاقية والرياضية.