أسدل الستار على فعاليات الدورة 19 للبطولة العربية للأمم التي أقيمت في قاعة ابن ياسين بالرباط بمشاركة 11 منتخبا عربيا بتتويج منتخب تونس واحتفاظه للدورة الثانية على التوالي باللقب العربي بعد تغلبه في المباراة النهائية على المنتخب المصري بحصة 70 نقطة مقابل 50، فيما حل المنتخب الوطني المغربي مستضيف الدورة ثالثا بعد تعثره في دور نصف النهاية أمام تونس بعد الاحتكام إلى شوط إضافي بحصة 80 نقطة مقابل 76، فيما لم يجد المنتخب المصري أدنى صعوبة لتجاوز منتخب سوريا بحصة 99 مقابل 76 والعبور للمباراة النهائية. خطأ المدرب فرانسيس جردان كلفنا الإقصاء خلال مباراة نصف النهاية الأولى بين المنتخبين المغربي والتونسي قاومت العناصر الوطنية بقوة التفوق التونسي وقدمت العناصر الوطنية مجهودا مشكورا من أجل انتزاع الفوز وإهدائه للجماهير الغفيرة التي كانت تساندها. فبالرغم من البداية القوية للمنتخب التونسي خلال الربع الأول وخروجه متقدما في التسجيل بنتيجة 21 مقابل 17، دخلت العناصر الوطنية بعزيمة أقوى خلال الربع الثاني وخلاله استطاعت تذويب فارق النقاط الذي تأخرت به خلال الربع الأول، والتقدم في التسجيل بفضل ثلاث ثلاثيات من كل من باسم الهواري وزهير بورويس وزكرياء المصباحي، لينتهي الشوط الأول بتقدم العناصر الوطنية بنتيجة 36 نقطة مقابل 33. أما خلال الربع الثالث فقد استمر التفوق المغربي بالرغم من الندية القوية لأصدقاء مروان كشريد الذين وبعد أن كانوا متقدمين بحصة 44 مقابل 42 استفاقت العناصر الوطنية وبسطت سيطرتها لتخرج متقدمة في نهاية هذا الربع بحصة 54 نقطة مقابل 49، وحينها اعتقد جل الحاضرين بالقاعة أن المنتخب الوطني ماض في تحقيق إنجاز كبير أمام المنتخب التونسي، لكن شيئا من ذلك لم يحدث بعد أن تراجع أداء لاعبينا الذين وقبل 3 دقائق و 50 قانية من النهاية كانوا منهزمين بنتيجة 64 مقابل 59،, وهنا تحرك زكرياء المصباحي بفعالية كبيرة ليقود المنتخب الوطني إلى قلب النتيجة لفائدته قبل دقيقة و 46 ثانية بحصة 65 مقابل 64، لكن عدم التركيز الدفاعي لدى لاعبينا مكن مروان كشريد من إحراز ثلاثية ردت التونسيين في المباراة ليرد عليه المصباحي برميتين حرتين ليتعادل المنتخبان قبل دقيقة و16 ثانية بحصة 67 مقابل 67 ليشتد الحماس والتشويق خلال الدقيقة الأخيرة، إذ بعد أن سجل التونسي أمين رشيد رزيق رمية حرة واحدة رد عليه بسرعة يونس الإدريسي ليصبح المنتخب الوطني متقدما بحصة 69 مقابل 68، لكن ومرة أخرى وبسبب عدم إحكام خطة الدفاع انسل مروان كشريد وأحرز سلة قلبت النتيجة لفائدة التونسيين بحصة 70 مقابل 69، لكن المنتخب الوطني حصل على رميتين حرتين قبل 18 ثانية من النهاية أحرز منها محمد كمال حشاد رمية واحدة أعطتنا التعادل 70 مقابل 70 وفرضت على المنتخبين الاحتكام إلى شوط إضافي من 5 دقائق، عرف وجهين مختلفين، إذ تميزت بدايته بتفوق لاعبي منتخبنا الوطني الذين بعد أن كانوا متقدمين بحصة 76 مقابل 72، قبل ثلاث دقائق من النهاية، فتفتقت عبقرية المدرب الفرنسي فرانسيس جردان بإخراج زكرياء المصباحي صاحب 20 نقطة في المباراة وإدخال محمد كمال حشاد، وكان هذا التغيير وبالا على أداء منتخبنا الوطني على مستوى الهجوم بعد أن تمكن التونسيون من تدارك النتيجة وفارق الأربع نقاط وأخذوا مجددا بقصب السبق في التسجيل والذي لم يضيعوه حتى صافرة النهاية لفائدتهم بحصة 80 مقابل 76، ولم يفد بالتالي في شيء إعادة المصباحي التي كانت متأخرة. وإذا كان انتصار التونسيين مستحقا بالنظر للعرض الذي قدموه إلا أن عناصرنا الوطنية لم تكن تستحق الهزيمة من هذه المباراة ولم تستغل الفرص التي أتيحت لها خاصة أمام ضعف التسديد في هذه المباراة من طرف اللاعبين التونسيين، لكننا نعود ونؤكد بأن غلطة المدرب جردان كان لها الوبال الأكبر على النتيجة التي انقلبت لفائدة المنتخب التونسي. مصر تعبر دون عناء للنهائي أما مباراة نصف النهاية الثانية والتي جمعت بين المنتخبين المصري والسوري، فقد بدأها المنتخب السوري بنوع من المقاومة عن طريق الدفاع رجل لرجل، لينتهي الربع الأول بتقدم السوريين بحصة 27 مقابل 23، لكن المصريين سرعان ما قرأوا أداء منافسهم خلال الربع الثاني وغيروا من إيقاع لعبهم ليخرجوا متقدمين في نهاية الشوط الأول بحصة 53 مقابل 44، ثم واصلوا تألقهم خلال الربع الثالث الذي أنهوه لفائدتهم بحصة 77 مقابل 58، ليكون الربع الرابع والأخير بمثابة تحصيل حاصل لتفوق الفراعنة في الأخير بحصة 99 مقابل 76. العناصر الوطنية تنقذ ماء الوجه بالمرتبة الثالثة بالرغم من مرارة الهزيمة أمام التونسيين خلال الدور قبل النهائي، دخلت العناصر الوطنية مباراة الترتيب أمام المنتخب السوري بعزيمة كبيرة من أجل كسب المرتبة الثالثة والميدالية النحاسية للدورة، وبعد بداية متكافئة أمام السوريين الذين خرجوا بانتصار صغير ب 16 مقابل 15 خلال الربع الأول، إلا أن العناصر الوطنية بقيادة زكرياء المصباحي ويونس الإدريسي عرفت كيف تقلب ميزان المباراة لفائدتها خلال الربع الثاني والخروج بنتيجة الفوز بحصة 44 مقابل 39، ثم تقلص الفارق خلال الربع الثالث إلى نقطتين والنتيجة 65 مقابل 63، إلا العناصر الوطنية كانت أكثر حضورا في الربع الرابع والأخير لتنهي المباراة بانتصار مستحق بحصة 85 مقابل 81 مع تألق ملفت لزكرياء المصباحي الذي سجل 27 نقطة يليه يونس الإدريسي ب 14 نقطة وعبد الحكيم زويتة ب 13 نقطة. دفاع نسر قرطاج أربك الفراعنة كان العديد من المتتبعين للبطولة يعتقدون بأن المنتخب المصري يملك الكثير من الأسلحة التكتيكية القادرة على إرباك نسر قرطاجالتونسي والحيلولة دون حصوله على اللقب الثاني على التوالي للبطولة العربية للأمم، لكن وبمرور الوقت اتضح أن قوة المنتخب التونسي أصعب بكثير لكي يحطمها منتخب الفراعنة، فبعد ربع أول متكافئ نسبيا انتهى بالتعادل 15 مقابل 15، تحركت آلة التونسيين بفعالية واشتغلت بقوة وتركيز على مستوى الدفاع لتني الشوط الأول لفائدتها بنتيجة 35 مقابل 30، واتضح خلال هذا الشوط أن الأسلوب الدفاعي للتونسيين سيكون إن استمر على تلك القوة سبيلهم الأول للفوز باللقب وبنتيجة المباراة. ومن خلال مجريات الربع الثالث اتضحت الرؤيا أكثر بعد أن عجز المصريون عن إيجاد سلاح ناجع لفك لغز الدفاع التونسي لينتهي هذا الربع بحصة 52 مقابل 40، وهي نتيجة أثرت على معنويات لاعبي المنتخب المصري ليكون الربع الرابع والأخير استعراضي لقوة المنتخب التونسي الذي رفع من إيقاع اللعب ليرتفع مع ذلك فارق النقاط لفائدته لتنتهي المباراة بحصوله على انتصار مستحق بحصة 70 نقطة مقابل 50 واحتفاظه بالتالي باللقب العربي الذي كان قد فاز به خلال السنة الماضية في تونس، وهي رابع مرة يفوز بها التونسيون باللقب العربي بعد دورات 1981 في تونس و1983 في الأردن و2008 في تونس، ثم 2009 في المغرب، إلا أن المنتخب العربي الأكثر تتويجا باللقب يبقى هو المنتخب المصري بتسعة ألقاب، وبعد الأربعة ألقاب التونسية نجد لقبا واحدا لمنتخبات السودان وسوريا والسعودية والجزائر والأردن، أما المنتخب الوطني فقد احتل المرتبة الثانية مرة واحدة وكانت في السعودية وراء الجزائر سنة 2005 واحتل مرتين المرتبة الثالثة سنتي 2000 في الجزائر و 2009 في المغرب. وعموما فالدورة 19 للبطولة العربية للأمم كانت ناجحة تنظيميا بكل المقاييس كما أن المستوى الفني للدورة كان مقبولا بالرغم من غياب بعض المنتخبات القوية كالمنتخب الأول اللبناني والأردني والسوري، لكن المنتخبات الرديفة تركت انطباعا حسنا ينبئ بمستقبل جيد كمنتخبات الجزائر وسوريا والكويت، كما أن الدورة كانت بمثابة تحضير لدورة كأس إفريقيا للأمم التي ستقام في ليبيا بدءا من 5 غشت خاصة بالنسبة لمنتخبات تونس وليبيا ومصر والمغرب. تصريحات على هامش البطولة عماد عثمان: مدرب المنتخب السوري كنت قد أشرت في تصريح سابق بأن مشاركتنا في المغرب هي بمثابة خطوة أولى لبناء منتخب جديد، والمرتبة الرابعة المحصل عليها تشرف هؤلاء الشباب وتجعلنا نثق في قدراتهم من أجل الحصول على نتائج أفضل في المستقبل. المباراة أمام المنتخب المغربي كانت قوية ولولا بعض العياء الذي أصاب اللاعبين والناتج عن توالي مباراتين قويتين أمام كل من مصر والمغرب، إضافة إلى تراكم عياء مباريات الدور الأول، لحصلنا على المرتبة الثالثة. عموما فالدورة كانت ناجحة ومفيدة لنا من أجل تصور مشجع للمستقبل. عادل التلاتلي: مدرب المنتخب التونسي شكر اللاعبين على المجهود الذي بدلوه في مباراتين متتاليتين وفي أقل من 24 ساعة سواء أمام المغرب أو مصر. تحضيرنا كان منصبا منذ البداية على المنتخب المصري باعتبار أنه أكبر مرشح لمنافستنا على اللقب، وبالتالي قمنا بالتحضير اللازم له وراقبنا كل مبارياته وعرفنا أسلوب لعبه وقوته وضعفه، وبالتالي ومن خلال كل هذه المعطيات قدمنا تصورا تكتيكيا لإفشال خططه فكان التوفيق حليفنا. بعد هذا الإنجاز سنواصل التحضير لكأس إفريقيا للأمم في ليبيا والتي ينتظرنا فيها تحد آخر أكبر وأصعب. أمير عبد الرحيم: لاعب المنتخب المصري لم نكن في مستوى الحدث والمباراة النهائية على وجه الخصوص وهذا ناتج عن قلة التجربة لدى بعض لاعبينا، عموما هنيئا للأشقاء التونسيين بهذا اللقب والدورة كانت في مجملها ناجحة.