أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو أن العالم الإسلامي يواجه تحدّيات خطيرة تهدّد وحدته وسلامته. وقال إنها تحدّيات يزيد من حدتها التعصبُ والغلوُّ في الدين وتنمّيها أسباب التباعد بين عدد كبير من علماء الأمة ويذكي نارَها تدخلُ الأيادي الأجنبية ذات المصلحة في تفريق المسلمين وخلافهم. وأكد أن علاج هذه التحديات يكمن في المزيد من التواصل والتعارف، وقال إن سبيل ذلك هو الحوارُ وتبادل الثقة، والاعتصام بحبل اللَّه، والتمسّك بأصول الإسلام والعمل على نشر ثقافة التقريب والتفاهم. وقال في كلمة افتتح بها الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية صباح امس الخميس في الرباط : « إذا كان لنا من سبيل إلى ذلك كلِّه، فإنه كتاب اللَّه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصحيحة التي عليها نجتمع وبهديها نهتدي، هما دليلنا إلى توثيق عرى الأمة وجمع كلمتها ولذا وجب العمل على الانطلاق من الآيات والأحاديث الداعية إلى الوحدة والمنفرة من التفرقة، وإقرارها مادةً دراسيةً واجبةً في جميع مناهجنا الدراسية، ودليلَ عملٍ في ملتقياتنا الحوارية، واقفين عند حدودها أمراً ونهياً، عاملينَ على تنفيذها والاجتماع على صحيح تفسيرها،لأن مداخل العاملين على فُرقة هذه الأمة هي التفاسير المضطربة والفهوم القاصرة أو المغرضة للنصوص الدينية «. وأضاف قائلاً : « إذا كان الاعتصام بحبل اللَّه تعالى وعدم التفرّق في الدين هو العلاجَ الإلهيَّ لوضع التنازع الذي نعيشه والتأزم الذي نشاهده، فإن الإيمان بأصول هذا الدين هو مرجعيتُنا المشتركة، كما أن المعرفة والتواصل والحوار هي سبلُنا إلى ذلك الاعتصام، ومفاتيح اقترابنا من تلك الأصول، و هذا المجلس مطالَبٌ باستخدام هذه الوسائل والعمل عن طريقها للوصول إلى أسمى الغايات». وأشار إلى أنه أمام أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى الذين يمثلون نخبة متميزة من علماء الأمة الإسلامية، جملة من المهام، منها تفعيلُ عمل اللجان المتخصّصة في مناقشة مقترحاتها المتمثلة في إصدار مجلة للتقريب، وتأليف كتاب مدرسي لإدماج ثقافة التقريب في المناهج التربوية، ثم النظر في مقترح بتوظيف وسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصال للتوعية بقضايا التقريب بين المذاهب الإسلامية، وإصدار كتيبات للتعريف بتاريخ المذاهب الإسلامية. وذكر أن أمام أعضاء المجلس مهمة أخرى سيتداولونها بالنقاش والتحليل في هذا الاجتماع، هي ظاهرة الفتاوى المرتجلة التي تعمل على تفتيت الأمة وتزيد من حدة التعصب لمذاهبها وطوائفها، وذلك لصدورها عن مَنْ هم دون مقامها من الطلاب الذين استسهلوا نشر مضامينها عبر وسائل إعلامية عصرية واسعة الانتشار، ولم يفرقوا بين الفتاوى الظرفية التي ترتبط بزمانها ومكانها وملابساتها، وبين الأحكام القطعية التي لا مجال للرأي فيها والاجتهاد.