تواصل الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي مسيرتها التفقيفية التنويرية بإصداراتها المتوالية التي كان آخرها كتاب جديد للأخ الصديق بوعلام، والذي صدرعن دار أبي رقراق في الرباط، ضمن سلسلة في سبيل وعي إسلامي ، بعنوان المنهج الإسلامي للصحة النفسية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الجمعية رئيس عبد الرحيم بن سلامة / وقد قدم له ذ تقديما شاملا لم يقتصر فيه على عرض محتوياته وتقويم أفكاره، بل تناول الموضوع في ضوء الإحصاءات الأخيرة المتعلقة به، فكان التقديم إضافة نافعة مفيدة واستهل كلمته 1995 سنة خلال ":بقوله نظمت الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي مهرجانا تكريميا للإعلامي الإسلامي المرحوم الأستاذ محمد الخضرالريسوني عرفانا بجهوده الإعلامية من خلال البرامج الإذاعية الإسلامية التي كان يقدمها أو المقالات التي كان ينشرها في جريدة لسان رابطة علماء المغرب التي تولى رئاسة تحريرها لعدة سنوات، والجمعية سعيدة بأن تكرم الإعلامي الإسلامي الأستاذ الباحث الصديق بوعلام المشرف على صفحتي منبر الجمعة و لغتنا الجميلة لغة كتاب الله بجريدة العلم، وذلك بنشر كتابه القيم المنهج الإسلامي للصحة النفسية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ضمن سلسة مطبوعات الجمعية، هذا الكتاب الذي أحاط فيه المؤلف بجميع المواضيع ذات الصلة بمفهوم الصحة بصفة عامة، والصحة النفسية على وجه الخصوص، مدعما بحثه بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ودبج الكاتب العام للجمعية د، محمد حمود، وهو أستاذ سابق بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بجامعة " :فيه قال الخامس محمد لقد طلب مني، إن أمكن، أن أكتب تقريظا ليس هذا الكتاب بحاجة لهذا التقديم في الواقع، فقد تكفل المؤلف بتقديمه فأداه أحسن أداء، ذلك أنه كتب مقدمة مستفيضة للكتاب، ومدخلا مفصلا له كذلك، ولكني، رغم هذا، أقترح بعض الاقتراحات على المؤلف، إن أمكنه ذلك ": أ تغييرعنوان الكتاب كما يلي المنهج الإسلامي للصحة النفسية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ذلك أن مجموع فصول الكتاب تستلهم محتوياتها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تأخذ مكانها الأساس في تحليلاتها للصحة النفسية، ب أعبرعن إعجابي بهذا الكتاب الذي سطر محاور عامة للقارئ تتمثل في الجانب العقدي، وجانب العبادات، وجانب المعاملات، وجانب الأخلاق، وهكذا يكون الكتاب موفيا بهذه الجوانب كلها، معطيا لها ما تستحقه من أهمية، ومرجعيات موثقة، ما يجعله أيضا صورة جذابة، للحضارة الإسلامية دينيا وخلقيا، ج لقد كان أسلوب الكتاب سلسا وجذابا كذلك ومقنعا في آن ولذلك أقترح، إذا تم نشره بحول الله، أن يترجم إلى لغات أجنبية أخرى، نظرا لأسلوبه الدعوي المقنع، وتجاوب القارئ معه بالعربية، أوبلغة أخرى، كما شعرت بذلك وأنا أقرأ فصوله واحدا بعد الآخر، وهكذا يكون الكتاب دعوة للإسلام في حلة جديدة، وترغيبا في الاغتراف من حياضه، وأسسه العلمية، التي أصبحت عالمية، د وكما أسلفت، فقد طلب مني تقديم للكتاب، إلا أنه يقدم نفسه بنفسه، ولذلك فإني أجعل التقديم تقريظا، وهويستحق أكثرمن تقريظ، وأرجو الله تعالى أن ينفع به المسلمين جميعا، ويجعله هداية لهم وتوفيقا، في حياتهم، حالا ومآلا، وما ذلك على الله بعزيز، وجاء في مقدمة المؤلف :" فقد صورالقرآن الكريم الحياة الشعورية للإنسان، في مختلف أحواله، حسب أنماط الشخصية الإنسانية، ووفق موازين شرعية هي الفرقان بين الحال النفسي السوي، والحال النفسي غيرالسوي، وقدمت الآيات الكريمات خلال هذا التصويرالبياني النفسي نماذج من تاريخ الرسالات، وقصص الأنبياء، وحياة الدعوة الإسلامية على عهد النبوة، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخلاق الصحابة رضي الله عنهم، واستغورالبيان القرآني أعماق النفوس البشرية ليضع بين أيدي الناس في كل زمان ومكان، فرقانا، وميزانا، وأساسا تقوم عليه الرؤية الإسلامية للنفس الإنسانية، وينبني عليه تقييم القرآن الكريم لمشاعرها، وبيانه لسبل تقويم اعوجاجها، وكذلك فعلت نصوص السنة النبوية الشريفة، هذه الحياة الشعورية التي تؤثرفي السلوك الإنساني أيما تأثيرهي موضوع هذا الكتاب، كما صورها القرآن الكريم، وبينت ذلك السنة المطهرة، فقد وضع القرآن الكريم ميزان اعتدال الصحة النفسية التي توخينا استنباط منهجها وقواعدها، ليس هذا البحث تبحرا في دلالات وأسرارالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي أرشدت إلى قواعد الصحة النفسية الشاملة الدائمة المتكاملة، وأنى له ذلك أمام هذا البحر العظيم اللجي المحيط؟ بل قصارى جهده أنه تلمس طريق هذا المنهج وهذه القواعد على ساحل بحرها الزخار، مساهمة في بناء علم النفس الإسلامي في عصرنا، ورجاء أن تكون هذه المساهمة مقبولة، ابتغاء مرضاة الله سبحانه، إن المقصود من علم النفس بصفة عامة، ومن حيث المبدأ، هوفهم النفس الإنسانية، ودراستها، ثم إسعادها بحفظ صحتها وتوازنها، أوباستعادة الصحة والتوازن متى فقدا، وقد حقق القرآن الكريم والسنة الشريفة ذلك بأسلوب غاية في الحكمة والعلمية والدقة والوضوح، ولئن كانت مدارس علم النفس الغربي لم تف بوعودها الوردية، ولم تحقق للإنسان الغربي الحياة المطمئنة الرضية الطيبة التي يبحث عنها، بل زادت حياته تعقيدا من حيث الفهم والتصور، ومن حيث الأخلاق والسلوك، فإن القرآن الكريم والسنة النبوية دليلا عمل تربوي بنائي نفسي ناجح وعميق، فضلا عن كونهما ذخيرتين للعلم الصحيح، والحقائق الثابتة، حول النفس الإنسانية في أصل خلقتها، وفي أطوارحياتها، وفي وصف أحوالها وخصائصها، وفي تشخيص أمراضها، وبيان علاجها سواء بسواء، ويمكن الرجوع هنا إلى كتابي من مشكاة المعرفة النفسية الإسلامية مفاهيم نفسية في ضوء القرآن الكريم بعد نشرهما بحول الله تعالى، لقد اتضح لنا بفضل الله عزوجل أن منهج الصحة النفسية يمكن أن تستنبط قواعده من المنظومات القرآنية العقدية، والعبادية، والمعاملاتية، والأخلاقية، فلما كان القرآن الكريم عقائد، وأحكاما، وأخلاقا، وكانت الأحكام تهم العبادات والمعاملات، تحصل لنا من ذلك تقسيم لقواعد منهج الصحة النفسية حسب مصادرها ومستوياتها القرآنية وأضاف المؤلف مبينا أن الحقائق القرآنية التي ينبني عليها ذلك المنهج وتقوم عليها تلك القواعد هي سنن في الأنفس تظهرفي الآفاق، إنها قوانين تضبط السلوك الإنساني، وتفسره، وتبين حقيقة أعماق النفس الإنسانية، وتدل على ميزان قوامها فإذا استقامت الأحوال النفسية تجلت آثارها الطيبة في أحوال المجتمع الإنساني، وإذا اختلت ظهر الخلل في المجتمع، قال الله سبحانه مرشدا إلى ميزان هذه السنن النفسية فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرة الله التي فطرالناس عليها،} لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم، ولكن أكثرالناس لا { يعلمون سورة الروم وقال منبها إلى وجوب حفظ ذلك الميزان وأقيموا الوزن بالقسط، ولا تخسرواالميزان } سورة الرحمان، { فكما أن الكون الطبيعي تحكمه سنن لا تتخلف، كذلك الغيب النفسي، والسلوك الإنساني، والحياة الاجتماعية، تحكمها سنن لا تتخلف، وهذا الكتاب مساهمة متواضعة في تأمل السنن النفسية من خلال تدبرالآيات القرآنية وبعض الأحاديث النبوية التي اشتملت على بيان قواعد تربوية نفسية تقوم عليها صحة نفس الإنسان خيرقيام وأثبته وأكرمه، في يتألف هذا الإصدارمن أربعة وعشرين فصلا، 204 صفحة من القطع الكبير.