يتناول المؤلف، الذي جرى حفل توقيعه من قبل مؤلفته، يوم الأحد 28 دجنبر بمكتبة فرنسا بالدارالبيضاء، تحليلا لمفهوم التربية ومشاكلها، من خلال مجموعة من الأبواب التي تتحدث عن أطوار نمو الطفل وطرق تربيته، منذ الولادة إلى مرحلة المراهقة، مع تقديم الطرق التربوية الناجعة في حال وجود أطفال يعانون إعاقة، كما يركز على السبل السليمة للتربية في جميع البيئات، وتحت مختلف الظروف بما فيها أطفال الطلاق. الكتاب يعكس توافق الدراسات النفسية مع ما يطرحه الإسلام، إذ أشارت الكاتبة بشرى شاكر إلى أنها اعتمدت فيه على عدة مراجع دينية، وعلى رأسها القرآن الكريم والحديث والسنة النبوية، وعلى مراجع أجنبية تعنى بالتحليل النفسي. وتحاول بشرى شاكر إيصال المفاهيم التربوية للأسرة والمدرسة ولكل فرد مسؤول عن النهوض بتربية رجال ونساء الغد، من خلال تقديمها حلولا سهلة وغير مبهمة، وبأسلوب مبسط يصل إلى فهم العامة. وتقول الكاتبة، في هذا الصدد، إن الهدف الأساسي من هذا المشروع، هو محاولة إعادة بناء الأسر المسلمة على ركائز سليمة وبأسلوب غير معقد، معتبرة في مقدمة الكتاب أن "الاختلاف يكمن في ما سنقدمه، عبر المزج المتوازي بين المنهج النفسي والديني وأيضا في كيفية إيصال المفاهيم للأسرة، ثم المدرسة بل لكل فرد مسلم هو مسؤول عن النهوض بتربية رجالات ونساء الغد، من حلولا سهلة وغير مبهمة". وتضيف الكاتبة "إن التربية أمانة في عنق البشرية، من أجل تكوين أجيال قوية وسليمة وفاعلة داخل مجتمعاتها"، مشيرة أن الإضافة التي يقدمها هذا المؤلف تكمن في "ذلك المزج المتوازي بين المنهج النفسي والديني، وأيضا في كيفية إيصال المفاهيم... ولعل من بدايات اهتمام الإسلام بنفسية الطفل، هو حث الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والسلام، على اختيار أحسن الأسماء لأبنائنا، حتى لا نعرضهم للسخرية، كما ان الإسلام أوصى برحمة الأطفال وحسن تربيتهم..." إن الكتاب يتحدث عن التربية من منظور علم النفس الحديث مقارنة مع التربية النفسية التي يطرحها القرآن والسنة، التي أسست لنا الطريق القويم نحو تربية سليمة وجيل مبني على ركائز وثوابت صحية. تلي تقديم الكتاب نقاش تناول مختلف الإشكاليات المطروحة اليوم حول التربية، والتأثيرات التي يمكن ان تعيق أي تقدم في اتجاه تقويم سليم، واعتبر المتدخلون أنه حان الوقت كي يعيد الآباء النظر في بعض المفاهيم العصرية للتربية، والرجوع إلى الأسس التي سبقنا إليه العلم والدين اللذين لا يمكن أن يكون إلا إيجابيين في ظل كل متغيرات العصر الاجتماعية والثقافية. ولعل مؤلف "التربية بين الدين وعلم النفس" يقدم أجوبة عن هذه القضايا، وغيرها من المشاكل التربوية، التي يمكن أن تواجه الآباء والمدرسين في تنشئة الأطفال حسب اختلافهم وتباين احتياجاتهم وتركيباتهم النفسية. للإشارة، صدر المؤلف عن منشورات مجلة الوعي الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت.