ميخائيل ايمارى وحَسْبُ محمد - صلى الله عليه وسلم - ثناءً عليه أنه لم يُسَاوِمْ ولم يَقْبَلِ المساومةَ لحظةً واحدة في موضوع رسالتِه على كثرةِ فنون المساومات واشتداد المحن، وهو القائل: ((لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركتُه))؛ عقيدة راسخة، وثبات لا يقاس بنظير، وهمة تركتِ العرب مَدِينِين لمحمد بن عبدالله؛ إذ تركهم أمة لها شأنُها تحت الشمس في تاريخ البشر"؛ تاريخ المسلمين ديفيد سانتيلانا David Santillana ما كان من محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا أن تناول المجتمع العربي هدمًا من أصوله وجذوره، وشاد صرحًا اجتماعيًّا جديدًا.. هذا العملُ الباهرُلم تُخطِئه عينُ (ابن خلدون) النفَّاذة الثاقبة، إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هدم شكلَ القبيلةِ والأسرةِ المعروفين آنذاك، ومحا منه الشخصية الفردية والموالاة للجماعات المتحالفة، مَن يعتنق دين الإسلام فعليه أن يغيِّرروابطه كلها - ومنها رابطة قُرْبَاه وأسرته - إلا إذا كانوا يعتنقون دينه (إخوته في الإيمان)، فما داموا هم على دينهم القديم؛ فإنه يقول لهم كما قال إبراهيم - عليه السلام - لأهله: (لقد تقطَّعت بيننا الأسباب كان محمد - صلى الله عليه وسلم - رسول الله إلى الشعوب الأخرى، كما كان رسول الله إلى العرب"؛ تراث الإسلام لورا فيشيا فاجليري L. Veccia Vaglieri: كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - المتمسِّك دائمًا بالمبادئ الإلهية شديدَ التسامح، وبخاصة نحوأتباع الأديان الموحدة، لقد عَرَف كيف يتذرَّع بالصبرمع الوثنيين، مصطنعًا الأناة دائمًا؛ اعتقادًا منه بأن الزمن سوف يُتِمُّ عملَه الهادف إلى هدايتهم وإخراجهم من الظلام إلى النور.. لقد عَرَف جيدًا أن الله لا بدَّ أن يدخل آخرالأمرإلى القلب البشري، دعا الرسول العربي - صلى الله عليه وسلم - بصوت مُلهم باتصال عميق بربه، دعا عَبَدة الأوثان، وأتباع النصرانية واليهودية المحرَّفتين إلى أصفى عقيدةٍ توحيدية، وارتضى أن يخوضَ صراعًا مكشوفًا مع بعض نزعات البشر الرجعية التي تقود المرء إلى أن يشرك بالخالق آلهة أخرى.."؛ دفاع عن الإسلام الكونت كايتاني Leone Caetan أليس الرسولُ جديرًا بأن تقدَّم للعالَم سيرتُه؛ حتى لا يطمسَها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشرفي العالَم الحب والسلام؟! وإن الوثائقَ الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام ندرأن نجد مثلها"؛ تاريخ الإسلام