حذر خبراء المناخ من مغبة انعكاس ارتفاع درجة الحرارة في المغرب خلال شهري (يوليوز وغشت) وانعكاسها على الغطاء النباتي عامة وخاصة الأشجار المثمرة وغيرها. وقال مصطفى بوحدوس الخبير في التغييرات المناخية إن موجة الحرارة المفرطة التي تضرب المغرب هذه الأيام سيكون تأثيرها على النبات والأشجار سلبيا موضحا أن عددا من الأشجار تفقد بسبب الحرارة كمية من ثمارها. وأضاف بوحدوس في تصريح لجريدة «العلم» أن الكثير من الأشجار تعمل على التسريع بإنضاج ثمارها وبذلك تكون هذه الأشجار خرجت عن الانضاج الطبيعي لمنتوجاتها، وأكد الخبير في المناخ أن الحرارة المفرطة تصل إلى جذور الأشجار عن طريق الماء موضحا أن هذا الأخير يسرب الحرارة التي تحتفظ التربة بها إلى جذور الأشجار. وقال إن هناك أشجاراً تفقد أكثر من 30% من الثمار بسبب الاضطرابات التي تعرفها من جراء ارتفاع الحرارة، والمغرب مهدد أكثر بسبب نسبة التبخر العالية والتي تجاوزت 0,40% الشيء الذي يؤثر سلبا على الغطاء النباتي وعلى الأشجار على وجه التحديد. وحسب خبراء زراعيين فإن الحرارة المفرطة سيكون تأثيرها واضحا على أشجار التفاح والكروم، موضحين أن شجرة التفاح محتاجة مثلا إلى ما بين 1000 و 1400 ساعة من البرودة في كل فصل. وأفادت توقعات الارصاد الجوية أن صيف هذه السنة لم يكن عاديا على مستوى درجة الحرارة وأن المغرب دخل إلى دائرة المناطق التي عرفت تغييرات مناخية كبيرة، وأنه خلال شهر يونيو الماضي كانت حالة الطقس في وضعها العادي باستثناء سهل سايس الذي عرف ارتفاعا في درجة الحرارة بزيادة 3 إلى 4 درجات والمناطق الشمالية التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا في درجة الحرارة بنسبة درجة أو درجتين، على عكس شهري يوليوز الماضي وغشت الجاري التي شهدت درجة الحرارة ارتفاعا مهولا ، مثلا منطقة بني ملال عرفت موجة من الحرارة دامت 21 يوما وصلت حتى حدود 39 درجة وفي مراكش موجة الحرارة دامت 20 يوما، وفاس 19 يوما وتارودانت 13 يوما وورزازات 27 يوما. وفي منطقة سايس شهدت ارتفاعا في درجة الحرارة فاق المستوى المعتاد من 5 إلى 6 درجات والأطلس المتوسط ب 4 حتى 5 درجات ومنطقة تادلا والحوز والغرب بأربع درجات والشرق بثلاث درجات.