منذ عقدين من الزمن، لم يشهد المغرب موجة حرارية كالتي يعيش على وقع درجاتها المرتفعة وطول مدتها خلال الصيف الحالي، ذلك أنها ابتدأت منذ 9 يوليوز المنصرم ومازالت مستمرة مع بداية غشت الجاري، في وقت أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن صيف 2016 الأشد حرارة على المستوى العالمي. وذكر موقع »هسبريس« أن رئيس مصلحة التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، الحسين يوعابد، قد أبرز أن الموجة الحرارية الحالية تمتاز بطول مدتها، مشيرا إلى أن أعلى درجة حرارة سُجلت بسيدي سليمان، وبلغت 48.9 درجات مئوية، وموضحا أن مثيلة هذه الموجة لم يشهدها المغرب منذ عام 1995، إذ استمرت منذ 16 يوليوز إلى غاية 30 منه، لتعاود درجات الحرارة ارتفاعها منذ 5 إلى 20 غشت من السنة نفسها. ولفت يوعابد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أقرب موجة حرارية ممتدة في الزمن كانت سنة 2012، واستمرت منذ فاتح غشت إلى غاية 20 منه، متوقعا أن تعرف درجات الحرارة بعض الانخفاض انطلاقا من يوم الأربعاء القادم بالمناطق الغربية، لتبقى درجات الحرارة محافظة على ارتفاعها شرق الأطلسي وفي الجنوب الشرقي. البروفسور محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، يرى أن الأرض تعيش على وقع ارتفاع في درجات حرارتها، موضحا أن البشرية تعيش في ظل مناخ جديد وعنيف مختلف عن ذاك الذي كنا نقيس عليه، ومن أهم مميزاته الارتفاع في درجات الحرارة المؤدي إلى تغيير ميكانيزمات الآلة الجوية ككل. وأوضح قروق، الذي سبق ترشيحه لنيل جائزة "ألبرت إنشتاين" تقديرا لجهوده البحثية والعلمية حول التحولات المناخية، أن الموجات الحرارية الأخيرة التي يعرفها المغرب من مميزات المناخ الجديد المُحتَر، ناهيك عن مميزات فصل الصيف الذي يشهد عادة ارتفاعا في درجات الحرارة. ويرى الباحث في التغيرات المناخية أن "المؤتمر العالمي للمناخ "كوب 22" سيعمل على محاولة مواكبة القرارات والخطابات السياسية المتجاوزة للتطورات المناخية والطبيعية"، مشيرا إلى أن "الفرق بين الأمرين يبلغ 30 سنة، إذ إن علم السياسيين قديم ولا يواكب ما باتت تعرفه الطبيعة الآن، واقتراحات العلماء والباحثين تلزمها 3 عقود ليستطيع السياسيون تنزيلها على أرض الواقع"، حسب تعبيره. عن موقع هسبريس