لا يمكن اعتبار الغلاء امرا مألوفا بالنسبة لأي مواطن مغربي هذا ما صرح به احد المتسوقين ل»العلم» خلال جولة صباحية قمنا بها لبعض الأسواق الشعبية في الرباط وتمارة، امس الاربعاء مضيفا انه لا يعقل ان يحرم المواطن البسيط حتى من «طجين الخضر» ، مضيفا انه موظف من الفئة المتوسطة ومع ذلك لا تستطيع ميزانيته مجاراة الارتفاع الصاروخي للاثمان، حيث بلغ ثمن «اللوبيا « الطرية 20 درهما ، الطماطم 7 دراهم، الفلفل الأخضر 10 دراهم ، اللفت 10 دراهم ، «القرع السلاوي» 15 درهما ، الجزر 5 دراهم، «البطاطا» 6 دراهم، فيما نزلت أسعار البصل الى 2 دراهم ، ، وبالنسبة للدجاج 20 درهما للكيلو، وتراوح سعر»الباربا» بين6 و 10 دراهم وعن سبب ارتفاع ثمنها أوضح احد الباعة انها تعرضت للضرر في الحقول، ما اثر على جودتها وأيضا على الكمية المعروضة في الاسواق، وأوضحت احدى المتسوقات ان موجة الغلاء تجتاح المغرب منذ شهور ، وزادت حدة في الصيف تزامنا مع رمضان وعطلة الصيف حيث يتضاعف الاستهلاك، وأشارت الى ان غياب المراقبة هو السبب باعتبار ان العرض متوفر، ولكن الأسعار مرتفعة بشكل غير طبيعي، وسبق للمندوبية السامية للتخطيط قد حذرت في عددها الأخير من النشرة الفصلية لتحديد الظرفية، من استمرار تراجع الإنتاج الفلاحي خلال الفصل الثاني من عام 2016 بنسبة 12.1 بالمائة، و ذلك نتيجة تأثر الإنتاج النباتي بانخفاض محصول الحبوب و القطاني بنسب تقدر بنحو 71 بالمائة و 58 بالمائة على التوالي، بينما توقعت المندوبية أن تحقق الزراعات الأخرى تحسنا ملموسا. حيث اشارت المندوبية في نشرتها أن أسعار الخضر الطرية، ستشهد ارتفاعا بنسبة تقدر بنحو 16.3 بالمائة خلال الفصل الثاني من العام الجاري، كما ستشهد أسعار الخضر الموسمية ارتفاع ملموسا بسبب تأخر إنتاجها، و خاصة البصل و القرع، ومن المنتظر أن يرتفع إنتاج المزروعات الزيتية و الأشجار و الشمندر السكري مدعوما بارتفاع أسعارها.و فيما يخص الإنتاج الحيواني أكدت المندوبية أن سيواصل توجهه الايجابي، بالرغم من تراجع قطاع الدواجن مدعوما بارتفاع إنتاج الحليب و تحسن قطاع تربية المواشي. و أشارت ذات الوثيقة إلى أن أسعار المواد الاستهلاكية ستعرف بعض الارتفاع في وتيرتها خلال الفصل الثاني من 2016، لتحقق زيادة تقدر بنحو 1.9 بالمائة، و يرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 3.6 بالمائة عوض 1.5 بالمائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار الخضر الطازجة و الحوامض و اللحوم البيضاء. وتبقى الفئات الهشة اكثر تضررا، حيث بدت مظاهر البؤس واضحة على وجوه عدد من المواطنين البسطاء ، وذلك امام عدم إمكانية اقتنائهم للخضر فما بالك اللحوم الحمراء او الأسماك التي باتت أسعارها هي الأخرى صادمة فثمن الكيلو من السردين 20 درهما وأيضا «الشرن» 20 درهما ..وامام الأسعار الملتهبة ولهيب موجة الحرارة التي تعرفها المدن المغربية ..يبقى السؤال مطروحا الى متى سيبقى ها الارتفاع المهول في الأسعار ؟