هددت ليبيا رئيسة الاتحاد المغاربي بمراجعة مشاركة الدول المغاربية الخمس في الإتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في يوليوز الماضي. وكانت ليبيا منذ الاعلان عن مشروع الاتحاد قد رفضت مشاركتها فيه لأسباب خاصة، وكذلك الأمر بالنسبة للجزائر التي أعلنت منذ البداية تحفظها من المشروع. وتأتي ظروف الهجمة الصهيونية على غزة وما تلاها من تفاعلات دولية لتدفع كلا من ليبيا والجزائر إلى تجديد موقفهما من الاتحاد خلافا لباقي دول المغرب العربي. ويظهر من خلال المستجدات أن كلا من ليبيا والجزائر اختارتا هذا الظرف لجر باقي الدول إلى الانضمام لموقفهما. ومعلوم أن دول المغرب وتونس وموريتانيا رحبت بفكرة الاتحاد من أجل المتوسط، وكان المغرب ساهم بفعالية في إنضاج وبلورة فكرة الاتحاد بما يخدم مصالح شعوب المنطقة، الاقتصادية والسياسية خصوصا دول الضفة الجنوبية للمتوسط. وكانت رئاسة الاتحاد المغاربي قد دعت لشروع الدول الأعضاء الخمس في مراجعة مشاركتها في الاتحاد بسبب العدوان الاسرائيلي الذي تعرض له قطاع غزة. وكان مبرر رفض ليبيا المشروع في بدايته هو تهديده للاتحاد الافريقي الذي تتزعمه الجماهيرية، غير أن المستجد في الدعوة الجديدة هو ما تسميه طرابلس بانحياز بعض دول الضفة الشمالية للمتوسط لإسرائيل.