شكلت الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية للرياضة التي تم إعدادها بعد المناظرة الوطنية للرياضة المنعقدة في مدينة الصخيرات يومي24 و25 أكتوبر الماضي, محور اجتماع عقد يوم الأربعاء بالرباط. وقد تم تقديم هذه الاستراتيجية خلال اجتماع عقده وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي, أحمد خشيشن, ووزيرة الشباب والرياضة, نوال المتوكل, ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية, حسني بنسليمان, رفقة أعضاء اللجنة الوطنية لإعداد وتتبع الرياضيين ذوي المستوى العالي. وتنطلق هذه الاستراتيجة التي تندرج في إطار تفعيل مضامين الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول الرياضة وتطبيقا لتوصيات هذه المناظرة, من العديد من التقييمات المتمثلة على الخصوص في غياب استراتيجية شاملة ومنسجمة للرياضة الوطنية وضعف عدد الممارسين للأنشطة الرياضية بالمغرب, حيث يمارس فرد واحد من أصل ستة نشاط بدني منتظما. من جهة أخرى, تبرز هذه الاستراتيجية العديد من نقط القوة في الرياضة الوطنية ومنها على الخصوص المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب, والاهتمام البالغ الذي يوليه المغاربة للرياضة وتنوع الأنواع الرياضية التي تمارس بالمملكة. وتؤكد الاستراتيجية على ضرورة تحيين ومراجعة الإطار القانوني بطريقة تتماشى مع التطور الذي تشهده الرياضة الوطنية وتحسين أساليب تمويل المشاريع وتأهيل البنيات التحتية الرياضية ومراجعة نظام تكوين الرياضيين من مستوى عال وترسيخ الممارسة الرياضية في المجتمع وجعل المغرب أرضا للأبطال. وثمن اخشيشن, خلال هذا الاجتماع الذي حضره أيضا لطيفة العابدة, كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي, و كمال لحلو, رئيس اللجنة الوطنية لإعداد وتتبع الرياضيين ذوي المستوى العالي, المجهودات المبذولة في إطار النهوض بالرياضة الوطنية والتي توجت بعقد هذا الاجتماع, الذي يجمع مختلف المتدخلين في هذا المجال. وأبرز اخشيشن ,من جهة أخرى, الدور الرئيسي الذي تلعبه الرياضة المدرسية والجامعية في تأهيل الرياضة الوطنية, مؤكدا على التزام وزارته بالمساهمة الفعلية في تفعيل الاستراتيجيات المقترحة في هذا المجال, وخاصة على مستوى الموارد البشرية والبنيات الرياضية التي تتوفر عليها. وأكدت نوال المتوكل من جهتها على أهمية هذا الاجتماع الذي يفتح آفاق جديدة وواعدة أمام الرياضة الوطنية في أفق الاستحقاقات القادمة وفي مقدمتها دورة الألعاب الأولمبية (لندن2012 ), مؤكدة على أن النهوض بالرياضة الوطنية يستلزم انخراط جميع المتدخلين ووضع برنامج عمل يمتد على المدى البعيد. أما لطيفة لعبيدة فأكدت من جهتها على أن الرياضة تشكل في الوقت الراهن انشغالا كبيرا في أوساط وزارة التربية الوطنية مضيفة أنه يتوجب بذل المزيد من الجهد لكي تستعيد التربية البدنية والرياضة بصفة عامة مكانتها كأحد أهم أنشطة الحياة الدراسية. ومن جهته أكد بنسليمان على ضرورة مباشرة العمل بتعاون مع الفاعلين في القطاعين العام والخاص بهدف الرفع من مستوى الرياضة الوطنية مشيرا إلى أن النجاح يبقى رهينا بتوفير الموارد البشرية والمالية والبنيات التحتية. وتميز هذا الاجتماع أيضا بتقديم كمال لحلو لعرض حول اللجنة الوطنية لإعداد وتتبع الرياضيين ذوي المستوى العالي التي تم إحداثها يوم12 دجنبر الماضي. وذكر لحلو بأن هذه اللجنة, التي تم تشكيلها في أعقاب المناظرة الوطنية حول الرياضة, هي هيئة استشارية من بين أهدافها على الخصوص متابعة رياضات النخبة وخلق نوع من التعاون بين القطاعين الخاص والعام ووضع تصور استراتيجي لإعداد وتتبع الرياضيين ذوي المستوى العالي بتعاون مع الجامعات المعنية. وأضاف أن من بين النقط التي ستعمل اللجنة على بلورتها مستقبلا هناك لائحة تقييم إلى جانب المعايير المطلوبة لانتقاء أفضل الرياضيين المغاربة سواء منهم المحليين أو الممارسين بالخارج وتقييم الكفاءات في مجال التأطير وكذا وضع بنك للمعلومات خاص بإنجازات الرياضيين المغاربة. وأشار لحلو إلى أنه تم عقد مجموعة من الاجتماعات مع17 جامعة رياضية وطنية خصصت للتعريف بالدينامية الجديدة التي تعرفها الرياضة المغربية مضيفا أنه تم الوقوف على استعداد الجامعات المعنية للانخراط في هذه الدينامية.