بموازاة تأكيدات الحكومة الإسرائيلية على إنجازات جيشها وانتصاره بالحرب على غزة، يقر أقطاب المعارضة ومعلقون بفشلها , ويشيرون إلى علامات تساؤل كثيرة حولها وسط استئناف للحملات الانتخابية. فقد أكد وزير الخارجية السابق, سلفان شالوم ، في تصريح لإذاعة الجيش ، أن ما تسوقه الحكومة الحالية بعد وقف النار , وهم مثلما كانت التهدئة السابقة وهما، مشددا على فشلها في تحقيق أهداف الحرب. وأوضح شالوم -وهو من حزب الليكود المعارض- أن إسرائيل لم تنزع تهديد الصواريخ الفلسطينية، كما أنها لم تسترجع الجندي الأسير جلعاد شاليط، ولم توفر آلية حقيقية لمنع تهريب السلاح. وقال إن تجربة الماضي تدلل على عدم جدوى مراقبة الحدود حينما تقتصر على مصر، وتابع "كما لم نفتح معبر رفح بين القطاع ومصر، مما يعني بقاء كافة المشاكل فوق رؤوسنا, وكل ذلك يذكرني بالقرار البائس 1701" الذي صدر عام 2006 ويتعلق بوقف كافة العمليات القتالية في لبنان. وقبل ذلك, وصف شالوم في تصريح للقناة العاشرة , اتفاق وزيرتي الخارجية الإسرائيلية, تسيبي ليفني ، والأميركية كوندوليزا رايس، "بالحالم الهاذي"، واتهم الأولى بالسفر إلى واشنطن من أجل التقاط صورة. وقال إن "حركة المقاومة الإسلامية) حماس ( ستواصل تسلحها ، وستصبح أكثر قوة كما جرى مع حزب الله عام 2006، وفي الحرب القادمة ربما تصل صواريخها إلى تل أبيب". وأكد قائد منطقة غزة السابق ، الجنرال بالاحتياط شموئيل زكا, في تصريح للقناة العاشرة , أن إسرائيل تواجه مأزقا يتمثل في مخاطر تدهور الوضع مجددا إذا ظلت قواتها هناك، ومن تشكل صورة انتصار لحماس إذا انسحبت من غزة. من جهته , رأى المعلق السياسي البارز في القناة العاشرة , رفيف دروكر , أن وقف إطلاق النار مكون من مرحلتين: الأولى هي تحدث إسرائيل للعالم وللإسرائيليين لتبرير وقف إطلاق النار بلا حماس وبدون الجندي شاليط، بينما "في المرحلة الثانية ستعاود إسرائيل اتفاق التهدئة مع حماس". ونقلت القناة عن مصدر استخباراتي رفيع قوله إنه لا مناص من توصل إسرائيل إلى تهدئة مع حماس في مرحلة ما، موضحا أنها تنطوي على مصلحة لهما ولمصر. في المقابل, أوضح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، النائب تساحي هنغبي )من حزب كاديما( أن إسرائيل أبدعت بقرارها الأحادي وبنقل المسؤولية اليوم على حماس، معتبرا أن الأسبوع التالي للقرار هو بمثابة لغز. وردا على سؤال القناة الثانية , قال هنغبي إن التزام حماس بوقف النار يعني نجاح إسرائيل في استعادة قوة ردعها، ورأى أن السؤال الأهم هو حول مدى نجاعة التفاهمات بينها وبين الولاياتالمتحدة ومصر. لكن رئيس كتلة الليكود في الكنيست , النائب غدعون ساعر ، حمل على نتائج الحرب , وقال إنها لم تحقق هدفا إستراتيجيا، مشيرا إلى أن حماس ما تزال في السلطة , بينما تحوم علامات سؤال كثيرة حول احتمالات مكافحة تهريب السلاح. واتهم ساعر في تصريح للقناة الحكومة بالفشل في ترجمة ما حققه الجيش في الميدان، ولفت إلى حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي, إيهود أولمرت , عن تقليص قوة حماس بدلا من إسقاطها، مشيرا إلى مخاطر تعاظم قوتها مستقبلا. أقل الشرين وقال المعلق السياسي للقناة, أودي سيغل, إن الحرب توقفت مع الكثير من الأسئلة المفتوحة وعلامات السؤال والاستفهام، مشيرا إلى أن إسرائيل اختارت "أقل الشرين" ، وأن أولمرت سعى في خطابه لمحو عار حرب لبنان الثانية, ونسج صورة إيجابية لنفسه قبل رحيله، مضيفاً أن أولمرت بدا "كمن يتحدث للجنة تحقيق فينوغراد ثانية". وقال سيغل إنه شخص مشكلتين في خطاب أولمرت , أولاهما عدم وجود دليل على نزع قوة حماس وقدراتها الصاروخية، والثانية هشاشة الزعم بأن إسرائيل لا تعادي أهالي غزة بل تحارب "الإرهابيين" فقط، وأضاف "بعد هذا القتل هل يصدقوننا في ذلك؟". وقال المعلق البارز في «يديعوت أحرونوت»، نحوم برنيع ، إنه ببدء تطبيق وقف إطلاق النار ميدانيا, فقد مات الإجماع الإسرائيلي بعد ثلاثة أسابيع من القتال في قطاع غزة. وأشار إلى أن الانتخابات العامة على عتبة الباب , ولا وقت أو مصلحة للاتفاق، بينما يقوم كل حزب بحملة صيد بغية العودة بأكبر عدد ممكن من الأصوات من هذه الحملة العسكرية. كما لفت إلى الخيبة بعدم نجاح إسرائيل باستعادة جلعاد شاليط، وقال إن "البشارة" السيئة الثانية تتمثل في عدم إضعاف قوة حماس , بحيث يخفض ثمنه في صفقة تبادل أسرى.