حذر البيت الأبيض الحكومة الهندية, التي نالت للتو الثقة في البرلمان, من أن الأيام أصبحت معدودة أمام البرلمانيين الأمريكيين للمصادقة على الاتفاق النووي المدني المبرم بين الهند والولاياتالمتحدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ، دانا بيرينو، «»»»لم يعد هناك كثير من الوقت أمام الكونغرس للاجتماع»»»». وأضافت «»»»نعتقد أن ثمة دعما كافيا في الكونغرس لإنجاز هذا الأمر إذا تمكنا من إحالته على التصويت»»»». لكنها تداركت أنه «»»»لم يبق أيام كثيرة»»»» للدورة الحالية للكونغرس الأمريكي. وبعد عطلة غشت , يتراجع النشاط البرلماني الأمريكي في شكل ملحوظ مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نونبر القادم وحتى انتهاء الولاية البرلمانية في يناير2009 . وبعدما أنقذت نفسها ومعها الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس جورج بوش, على الحكومة الهندية، لمواصلة العملية ، أن تتفاوض حول اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, وأن تتوصل إلى تسوية مع مجموعة مزودي الطاقة النووية التي تسيطر على التجارة الدولية لهذه المادة الحساسة. وقد حصلت حكومة رئيس الوزراء الهندي ، مانموهان سينغ ، على ثقة البرلمان في تصويت أثارته أربعة أحزاب يسارية معارضة لهذا الاتفاق انسحبت من الائتلاف الحكومي ، احتجاجا عليه وعلى تقارب أكبر من اللازم مع الولاياتالمتحدة. ويثير هذا الاتفاق النووي ، الذي تم التفاوض عليه بين البلدين من2005 إلى2007 ، ويعتبر حجر زاوية في تقاربهما الدبلوماسي, توترا سياسيا في الهند. ويتيح الاتفاق للشركات الأمريكية أن تعاود تعاملها مع الهند التي قامت ، عام 1974 ، بأول اختبار نووي عسكري , ولم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي. كذلك, يسمح بالتجارة النووية مع الهند إذا ارتضت فصل برامجها النووية العسكرية عن تلك المدنية ، ووضع14 من22 مفاعلا نوويا تملكها تحت الرقابة الدولية. وتدافع إدارة بوش عن الاتفاق، قائلة إنه يعيد الهند إلى الرقابة الدولية بعد ثلاثين عاما كانت خلالها خارج النظام, مؤكدة أنه يمهد ل»»»»شراكة استراتيجية جديدة»»»» مع أكبر ديموقراطية في العالم. لكن الاتفاق يسمم الحياة السياسية في الهند منذ عام. فأحزاب اليسار وأكبر أحزاب المعارضة «»»»بهاراتيا جاناتا»»»» تأخذ على الحكومة أنها تتخلى عن جزء من سيادة البلاد ، وتهدد البرنامج النووي العسكري الوطني عبر إدخال المفتشين الدوليين, علما أن جارة الهند باكستان تملك أيضا قنبلة نووية. وللاتفاق معارضوه أيضا داخل الولاياتالمتحدة. ويرى هؤلاء أنه لا يشمل الأنشطة النووية العسكرية للهند, محذرين من خطر انتشار الأسلحة النووية ، في وقت تواجه فيه إدارة بوش تحديين نووين في إيران وكوريا الشمالية.