أكدت مصادر من العاصمة الاسبانية مدريد أن مسؤولي العديد من البلديات و الحكومات المستفلة تتداول سبل تحريك دعوى قضائية في حق رؤساء جمعيات مدنية ينتمون الى جبهة البوليساريو حصلوا باسم هذه الجمعيات على منح و إعانات إنسانية بمئات الألاف من الأورو قبل أن يختفوا بعد سحب مبالغ المنح من الحسابات البنكية المودعة بها . و أضافت ذات المصادر أن قيادة جبهة البوليساريو دأبت على بث ممثلين لها منذ بداية الثمانينيات بمختلف المناطق الاسبانية خاصة الخاضعة لنظام سيادة محلي و تزويدها بلوجيستيك مدروس بعناية لتنظيم أنشطة ميدانية "مفبركة" الغرض منها تصوير المعاناة الانسانية لسكان المخيمات المحتجزين بتندوف و استدرار عطف المنتخبين المحليين و الجهويين الاسبان الذين يسارعون الى تخويل الجمعيات الصورية مبالغ إعانات ضخمة سرعان ما تتبخر من الحسابات و يختفي مسيرو هذه الجمعيات المدربين على فنون النصب و الاحتيال . و كانت العديد من الهيئات و المؤسسات الداعمة قد طالبت الجمعيات المستفيدة من تقارير مالية مدعمة لتبرير صرف زهاء 4 مليون أورو مخصصة كدعم لها خلال السنة الأخيرة في الأعمال الانسانية , على أن هذه الهيئات فوجئت باختفاء العديد من هذه الجمعيات التي كانت مجرد برامج دعائية و حملات تسول مناسباتية . و تتحدث معلومات موثقة عن استحواذ محتمل لمنتمين للبوليساريو على زهاء نصف مبلغ حصص الدعم و استعمالها لأغراض شخصية ، ومنها تمويل إقامة نجلة زعيم الجبهة اليومية التي تعيش وسط أجواء عيش باذخ بجنوب إسبانيا تحت غطاء متابعة الدراسة . و كانت العديد من صور فضائح التسول المقيت لجبهة البوليساريو قد تفجرت خلال السنتين الماضيتين و التي كشفت استغلال جبهة البوليساريو مدعومة بنظام الجزائر للأطفال القاصرين في برامج الدعاية السياسية و تحصيل الاعانات والتي كشفت العديد من حالاتها منظمات حقوقية فرنسية و إسبانية . يذكر أن العديد من الجهات المانحة بإسبانيا قررت منذ سنة تخفيض حجم الدعم المقدم للبوليساريو الذي انتقل من 14 مليون أورو سنويا الى أقل من 2 مليون حاليا بعد انفضاح وهمية المشاريع الانسانية المقدمة من طرف ممثلي الجبهة باسبانيا لتبرير تحصيل المبالغ المذكورة ، و تأكد عدم تنفيذ أي واحدة منها على أرض الواقع ، حيث تسجل التقارير الميدانية معاناة قرابة 100 ألف محتجز قسري بمخيمات العار و الهوان بلحمادة و تندوف .