يبدو أن أجواء التوتر بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة مازالت مخيمة على اجتماعات مجلس الأمن الدولي حيث أنه رغم التقرير الروتيني الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء والذي أظهر بجلاء عدم دراية المسؤول الأممي الأول الكامل بملف الصحراء وأنه فقط يعتمد على تقارير مبعوثيه الذين لم يخفوا انحيازهم لأطروحة الجزائر ومعاكسة المغرب فإن الأجواء لم تتلطف بعد. و أكد وزير خارجية إسبانيا «خوسي مارغايو» هذه الأجواء، مشيرا إلى أن مجلس الأمن يمكن أن يلجأ الى تمديد استثنائي تقني لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء المينورسو لمدة شهرين إضافيين في انتظار حصول اتفاق بين باقي الأعضاء الخمسة عشر. وأضاف مرغايو أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يمكن أن يلجأ فيها مجلس الأمن إلى هذا الإجراء حيث سبق له أن قام بإجراء مماثل سنة 2003 للسماح للمغرب والبوليساريو ببحث مخطط جيمس بيكر حول الصحراء. ويأتي تأخر الأطراف اصدار قرار رسمي بشأن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء بسبب الخلافات الحادة بين أعضائه الخمسة عشر حول قضية الصحراء واستمرار أجواء التوتر بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ أن قرر المغرب خفض أعضاء هذه البعثة حيث أمر بترحيل 84 عضوا من المكون المدني للبعثة. وينقسم أعضاء مجلس الأمن الى فريقين: الفريق الذي يدافع عن حل متفاوض لهذه القضية المفتعلة وهم اسبانيا وفرنسا واليابان والسينغال ومصر، وروسيا بشكل من الأشكال. وهناك الفريق الثاني الذي يدعو الى إصدار قرار لمجلس الأمن يدين المغرب ويطالبه بالعودة الفورية لأفراد البعثة الأممية وهم فنزويلا والاروغواي وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي هذا الصدد أكد وزير خارجية اسبانيا أن الأعضاء ينتظرون مشروع مذكرة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر طرفا مؤثرا في الموضوع. وحسب مارغايو دائما فإن مذكرة الولاياتالمتحدة لا تلقى أي اعتراض باستثناء أنها سنة 2013 تضمنت توسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة لمراقبة ما سماه مناصرو الانفصال بحقوق الإنسان في الصحراء والتي لقيت معارضة من طرف المغرب وتم سحبها من المذكرة النهائية. ولم يخف مارغايو أن أجواء التوتر مازالت قائمة بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة متمنيا أن تكون هذه الأزمة عابرة. وللإشارة فإن الحكومة الإسبانية الحالية تدافع عن الجانب المغربي وسبق لها أن رفضت منذ أسبوع مذكرة تقدمت بها كل الأحزاب السياسية الى الحكومة وعارضها الحزب الشعبي الحاكم. وتنص هذه المذكرة على حث الحكومة الإسبانية على الضغط على المغرب من أجل القبول بما يسمى بتقرير المصير في الصحراء.