تماشيا مع مقتضيات الحياة المدرسية ،وانسجاما مع المذكرات والمراسيم الوزارية الرامية الى خلق أنشطة موازية داخل المؤسسات التعليمية وتفعيلها على أرض الواقع . نظمت ثانوية الرازي التأهيلية بسطات خلال الفترة الممتدة من 28 الى 31 مارس الماضي الأيام الربيعية التي دأبت المؤسسة على إحيائها كل سنة بغية الاعتزاز بالموروث الثقافي و صقل معارف ومواهب التلاميذ وخلق روح المبادرة في نفوسهم. وقد افتتحت فقرات هذه الأيام التي نظمت تحت شعار "جميعا من أجل مدرسة مواطنة "بورشة تكوينية في التغيرات المناخية الهدف منها حسب المنظمين نشر الوعي البيئي بين المتعلمين وتمكينهم من مهارات المحافظة على البيئة داخل وخارج المؤسسة التي تم بالمناسبة تأهيل فضاءها الداخلي بلوحات فنية معبرة رسمت على جدرانها بفضل أنامل التلاميذ الذين أبلو البلاء الحسن وأبدعوا في حسن اختيار رسوم هادفة أثثت فضاء المؤسسة وعبرت بجلاء عن ما يتوفر عليه هؤلاء التلاميذ من مؤهلات عالية ساهمت في جمالية ورونق المؤسسة التعليمية المذكورة. هذه الأيام الربيعية تخللت فقراتها المتنوعة عروض مسرحية هادفة جسدها التلاميذ بتأطير من المشرفين على لجن نادي الرازي بالإضافة الى عروض في تقنية "خيال الظل" وأبجديات المسرح والسينما فضلا عن تنظيم ندوات في تدبير الزمن المدرسي والتنشيط العلمي ،وكذا القيام بخرجات تربوية وعلمية . هذا وقد ساهمت لجنة الابداع والتواصل خلال هذه الأيام بندوة علمية في موضوع "المراهق والتدخين" حضرها مجموعة من الآباء والأمهات وأخصائيون في الاجتماع والطب والقانون والدين والاعلام وممثلي لمجتمع المدني ،إذ بسطوا معضلة التدخين التي انتشرت بكثرة وسط المراهقين في المدارس ومحيطها الخارجي ،مشددين على ضرورة تجاوز عواقبها من خلال كل المقاربات التربوية والقانونية، كما نظم بالمناسبة ذاتها معرض للكتب ولقاءات في التوجيه والاعلام وإرشاد المتعلمين في مجال التنمية الذاتية وتحسين الشعور بالانتماء للمؤسسة على اعتبار أنها لبنة أساسية في بناء صرح حياتهم ومستقبلهم ،ومعرض آخر خصص للمنجزات اليدوية للتلاميذ وخاصة إعادة تدوير المصنوعات الورقية والجلدية والبلاستيكية وهو ما ينم عن روح المبادرة والحس البيئي لدى المتعلمين . أما في مجال الصحة النفسية فقد استقبلت المؤسسة المعنية أخصائية في الميدان لتكشف عن أسرار المحافظة على الصحة النفسية والعقلية وأهمية ذلك في حياة المراهق ،كما تنوعت الأنشطة الخارجية للمؤسسة من خلال القيام بزيارة تضامنية إنسانية لدار المسنين بسطات والأطفال المتخلى عنهم بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني وذلك لترسيخ قيم التضامن والتسامح في نفوس التلاميذ من جهة وإدخال الفرحة على شريحة من المجتمع المدني التي تخلى عن الاعتناء بها الأبناء والأسرة وتستحق أن تفرح وتحلم بغد أفضل من جهة أخرى . وقد كانت ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة حاضرة بقوة في أنشطة الأيام الربيعية ،حيث عبر التلاميذ وكافة الأطر العاملة بالمؤسسة عن اعتزازهم بوطنهم من خلال العروض المقدمة التي تقوي روحهم وتحصن فكرهم التنويري دون أن ينسى منظمو هذه الأيام المرأة والاحتفال بعيدها الأممي من طرف أبناء المؤسسة والنادي الرياضي إذ تم تكريمها بهذه المناسبة الغالية لكونها تبقى السند القوي في بناء الوطن وتنميته. وأكد مدير ثانوية الرازي التأهيلية بلقاسم بوطيب في تصريح لجريدة "العلم" أنه في إطار برنامجها التربوي والثقافي وتنفيذا لتوجيهات الوزارة المعنية بالقطاع نظمت المؤسسة أيامها الربيعية خالقة بذلك الحدث بإمكانياتها المتواضعة ومسجلة على عادتها بمداد من الفخر والاعتزاز صيتا إضافيا لرصيدها الاشعاعي ،وذلك بفضل الانسجام التام بين أطرها التربوية ووعيهم بالمسؤولية المهنية وباقي الشركاء الآخرين شاكرا كل من ساهم من بعيد أو قريب لإنجاح هذه الأيام الربيعية المتميزة. لتبقى ثانوية الرازي التأهيلية حاضرة في جميع المحافل الاقليمية والجهوية من خلال مشاركتها الفعالة في جميع الأنشطة الرياضية والثقافية وفوزها بالعديد من الجوائز التقديرية التي ستظل شامخة ودالة على تفوق أبنائها والتحام كل الأطر العاملة بها من إداريين وأساتذة بغية تضاعف الجهود للارتقاء بتنافسيتها محليا وجهويا ووطنيا على اعتبار أن المؤسسة تتوفر على نادي الرازي للتوعية والابداع والتنشيط الذي تتفرع منه 12 لجنة تنشط في كافة مجالات الحياة المدرسية من صحة وبيئة ومسرح وتواصل . لتختتم هذه الأيام الربيعية التي احتضنتها فضاءات ومرافق المؤسسة بتقديم لوحات فنية إبداعية وفكاهية أبطالها مجموعة من التلاميذ والتلميذات ،بالإضافة الى ندوات تربوية تواصلية ،وتميزت بتوزيع الجوائز والشواهد التقديرية على مختلف الفائزين في المسابقات الرياضية والفنية.