أفادت مصادر وثيقة الاطلاع أن الحكومة الإسبانية تقود مبادرة تهدف من خلالها إلى تخفيف أجواء الضغط و التصعيد بين الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون و السلطات المغربية . و استندت هذه المصادر إلى التصريح الذي أدلى به لوكالة الأنباء الإسبانية ( إيفي ) كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية السيد إكناسيو إيبانيز و الذي قال فيه إن ( إسبانيا تقوم بمساعي الوساطة بين المغرب و الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة الراهنة ) و ( أن مدريد تعتزم مساعدة الطرفين على حل الأزمة ، و الحيلولة دون ازدياد حدتها في الأيام المقبلة ) وأوضح المسؤول الإسباني أن ( إسبانيا ملتزمة بتخفيف حدة التوتر من خلال الحفاظ على حوار مستمر مع المغرب و دول المنطقة ) و خلص إلى القول بأنه ( واثق من أن الأزمة بين المغرب و الأمين العام للأمم المتحدة ستجد طريقها إلى الحل في أسرع وقت ). إلى ذلك أفادت هذه المصادر أن الحكومة الإسبانية اقترحت على الأمانة العامة للأمم المتحدة الإستضافة المؤقتة لأعضاء المكون السياسي و المدني من بعثة المينورسو الذين طلبت منهم السلطات المغربية مغادرة أقاليمه الجنوبية بجزيرة لاس بالماس المحادية للصحراء المغربية ، في انتظار أن تخف الأزمة الملتهبة بين بان كي مون و السلطات المغربية . و تؤشر المستجدات على بداية تفعيل هذا المقترح حيث أن أعضاء المكون السياسي و المدني من بعثة المينورسو غادروا فعلا الأقاليم الجنوبية على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة في اتجاه لاس بالماس. و ترى هذه المصادر أن وساطة الحكومة الإسبانية قد تحظى بتقدير خاص من السلطات المغربية بعد المواقف المساندة التي أبدتها إسبانيا خلال الاجتماعات الأخيرة لمجلس الأمن ، و التي سعى بان كي مون عبرها إلى استصدار إدانة أممية ضد المغرب . إلا أن مواقف كل من إسبانيا و فرنسا و مصر و السينغال و اليابان حالت دون ذلك.