من خلال مقالة في صحيفة افاينانشيال تايمزب اللندنية يروي الكاتب اليهودي البريطاني , جدعون راشمان ، حكاية صغيرة لكنها ذات مغزى.. يقول راشمان: في آخر زياراتي إلى الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي , تحادثت مع مواطن فلسطيني. كان شخصاً علمانياً درس في الغرب وعمل في الولاياتالمتحدة. وقد دهشت عندما قال لي أنه اذا أجريت انتخابات, فإنه سيعطي صوته لحركة احماس, ب فسألته: لماذا؟، فقال: لأنه في كل يوم يبتدع الإسرائيليون طريقة ليقولوا لنا االويل لكمب. ولذا أعطي صوتي للمقاومة الإسلامية وكأنني أرد على الإسرائيليين قائلاً: االويل لكم أنتمب. في تقدير هذا الكاتب , أن قيام إسرائيل بإرسال قوات برية داخل قطاع غزة , خطوة نحو فشل استراتيجي، ويقول راشمان إن لدى إسرائيل أربعة أهداف استراتيجية هي: أولاً حماية المواطنين الإسرائيليين، وثانياً استعادة قوة إسرائيل الردعية، وثالثاً محافظة إسرائيل على ما تحظى به من دعم دولي، ورابعاً أن تعيش الدولة الإسرائيلية في حالة سلام دائم، والاستخلاص الذي يخرج به الكاتب هو ان كل واحد من هذه الأهداف بات معرضاَ لخطر. على مدى نحو أسبوعين ، فشلت إسرائيل في تحقيق انتصار نهائي حاسم على المقاومة الفلسطينية. وفي هذه الأثناء , فإنها أخذت تخسر رصيدها من الدعم العالمي. يقول راشمان انه خلال المرحلة المبكرة للحرب ، حظيت إسرائيل بتأييد في الغرب. فقد تقبلت الحكومات الغربية الحجة الإسرائيلية بأن ليس بوسع أي دولة ان تتحمل هجمات منتظمة عليها، ولكن مع تعاظم أعداد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء، فإن التعاطف العالمي مع إسرائيل أخذ يتبدد، في هذه الأثناء يقول القادة الإسرائيليون ويكررون القول إن هجوماً برياً ضخماً على غزة سيؤدي إلى تمرد السكان ضد المقاومة, لكن التجارب السابقة يقول راشمان أثبتت على الدوام انه كلما ازداد العنف الإسرائيلي , تصاعدت شعبية المقاومة. من هنا يطرح راشمان السؤال الأكبر: إذا افترضنا أن الهجوم الإسرائيلي انتهى إلى الإطاحة بحكم حماس , فما هي السلطة البديلة التي يمكن ان تأتي بها إسرائيل؟ والإجابة يقول الكاتب هي أن أي قوة سياسية فلسطينية تأتي إلى السلطة على ظهر الدبابات الإسرائيلية ستكون قوة موصومة منذ الوهلة الأولى.. ولن يكتب لها البقاء. جدعون راشمان لا يمكن ان يتهم بأنه متحيز إلى قيادة المقاومة الفلسطينية ، فهو يهودي يسدي النصح إلى حكام إسرائيليين يهود.. فهل يسمعون؟