كشفت أحد المواقع الإخبارية الإسبانية عن وثيقة سرية لتنظيم الدولة الإسلامية داعش أكد فيه هذا الأخير حسب تعبيره أن الله سينصر ملحمة المسلمين، وأن «مجاهدي الدولة الإسلامية لم يعودوا مكتفين بالحرب الدائرة على الأرض، وإنما سيمرون إلى مرحلة جديدة أكثر هجومية. وسيكون قطب الرحى في هذه الاستراتيجية الحربية الجديدة هجوميا يعتمد على الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى لضرب، ليس الدول العربية، ولكن الدول الغربية أو «الروم» حسب التعبير الجهادي. وتتلخص هذه الاستراتيجية في أن تنظيم الدولة الإسلامية سيقوم أولا بالقضاء على من يسميهم الطغاة، أي حكام الدول العربية وبعد ذلك سيتخذ من بلدانهم قواعد لشن حرب شاملة بالصواريخ على بلدان الكفر، وهكذا سيكون من السهل حسب هذه الوثيقة ضرب «روما» التي لا تبعد إلا بحوالي 160 كيلومتر انطلاقا من تونس بالصواريخ التي يصل مداها 170 كيلومتر، وتشكل روما رمزا للغرب، ورمزا للدولة القوية التي كانت إبان انبثاق العهد الإسلامي الأول، وهي التي جابهها المسلمون واستولوا على الكثير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في الشرق الأوسط وكذا في أروبا الشرقية. أما البلد الثاني وهو إسبانيا التي سيتم حسب تلك الوثيقة ضربها انطلاقا من المغرب. وتشكل إسبانيا هي الأخرى أحد الأهداف المفضلة، لأنها كانت مهد الأندلس التي شهدت دولة إسلامية لمدة تقارب تسعة قرون قبل أن يستردها أصحابها، وهي المنطقة التي عرفت حضارة عظيمة ما زال دعاة التطرف يتحسرون على فقدانها ويحلمون باسترجاعها بعد أن فرط فيها حسبهم أمراء الإسلام المتخاذلون. هذه الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها تنظيم الدولة الإسلامية هي في الواقع ذات حدين، إنها أولا لتخويف وتهويل الدول التي تستهدفها، وهي أيضا جدية لأنها توجد في صلب أحلام المتطرفين الذين يريدون إعادة أمجاد الدولة الإسلامية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن في وقت سابق عن المناطق الأكثر استهدافا، وحددها في 29 بلدًا منها المغرب وإسبانيا.