مرة أخرى يتوجه خوان خوسي إمبرودا حاكم مليلية المحتلة إلى حكومته المركزية بمدريد من أجل الضغط على المغرب لاستقبال القاصرين القادمين حسب تعبيره من المغرب دون تحديد هوية هؤلاء القاصرين. وجاء طلب إمبرودا هذا الذي ليس طلبا جديداً أثناء لقاء صحفي بعد حادث مؤلم لغرق قارب صغير يحمل عدداً من المهاجرين السريين منهم قاصرون نتج عنه وفاة واحد منهم لم تحدد هويته، فيما أنقذت وحدة للحرس المدني الإسباني المكلفة بخفر السواحل بقية ركاب المركب الصغير الذي كان ينوي الوصول إلى مدينة مالغا إنطلاقا من مليلية المحتلة. وإذا كانت ليست هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها إمبرودا هذا الطلب فإنه سبق له أن تقدم به، وهو الطلب الذي سيحمله في الأيام القليلة القريبة ممثل المجلس الاجتماعي بمليلية المحتلة إلى الكتابة العامة للهجرة بمدريد. وقال إمبرودا «سوف نرى إن كان المغرب سيقبل استقبال قاصريه» مشيراً إلى أن هناك اتفاقا بين البلدين في هذا الموضوع يعود إلى أكثر من عشر سنوات. ويأتي هذا النداء الذي وجهه السيد إمبرودا إلى حكومة مدريد المركزية بعد أن ضاقت مدينة مليلية المحتلة بالقاصرين من كل الجنسيات وأصبح من الصعب احتواؤهم والتكفل بهم. ويستشف من خلال اعتراف السيد إمبرودا بأنه من الصعب تحديد هوية جميع القاصرين، أنه يعرف تمام المعرفة أن القاصرين غير المغاربة هم من يقلق سلطات مليلية المحتلة لذلك يريد أن يتحايل على المغرب بقبول القاصرين دون الحديث عن جنسيتهم. وكانت إسبانيا قد عرضت صراحة على المغرب قبول المهاجرين السريين خاصة القاصرين الذين ليسوا من جنسيتها إلا أن أي اتفاق لم يتم بين البلدين في هذا الاتجاه. وللإشارة فإن الجارة الإسبانية تتناسى أن المغرب ليس مصدرا لهؤلاء بل إنه هو الآخر ضحية للهجرة السرية. لكن الاتحاد الأروبي لا يكترث لوضع المغرب في مشكلة الهجرة إلا من خلال أن هؤلاء يصلون إلى أروبا أو ينتظرون الفرصة للمغامرة بالوصول إليها مع ما يرافق ذلك من كوارث حيث تنتهي بعض الرحلات بالغرق في البحر.