قامت المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجهة الشمالية الشرقية بتازة، مؤخرا، بتوزيع ما يزيد عن 100 من الأفران صديقة للبيئة ومتعددة الاستعمالات وذات نجاعة طاقية جد عالية تصل إلى 60 في المائة، على ساكنة المناطق الجبلية بإقليم تاونات، خاصة التي تعاني من آثار موجات البرد والصقيع. وحسب المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجهة الشمالية الشرقية بتازة، التي تضم اقاليم تازةوتاونات والحسيمة وجرسيف، فإن عملية توزيع هذه الأفران على الساكنة المحلية المجاورة للملك الغابوي تندرج في إطار تنفيذ الاستراتيجية التي اعتمدتها والتي تروم تقنين استعمال حطب التدفئة وتقليص الكميات المستهلكة منه من طرف الساكنة المحلية. وأوضحت المصادر ذاتها أنه سيتم في إطار نفس المبادرة خلال الأيام القادمة توزيع 300 من الأفرنة المحسنة متعددة الاستعمالات على الساكنة المستهدفة، خاصة التي تقطن بالمناطق المهددة بموجات البرد والصقيع والتي تجاور الملك الغابوي بمختلف الجهات التابعة لنفوذ المديرية الجهوية وذلك حسب معايير متفق عليها بتنسيق مع السلطات المحلية، مشيرة إلى أن هده المبادرة تعد من مستجدات البرنامج العشري 2015 / 2024 الذي يتضمن توزيع 3000 فرن بمبلغ يناهز ثلاثة ملايين درهم على الساكنة المستهدفة. وأكدت أن كمية حطب التدفئة بالجهة التي توفرها غابات الدولة تتراوح ما بين 15 و20 ألف طن، إضافة إلى الحطب الناتج عن ممارسة حق الانتفاع من طرف الساكنة المحلية المجاورة للغابات. وأشارت إلى أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجهة الشمالية الشرقية بتازة قامت في إطار جهودها المبذولة من أجل توفير وتقنين استعمال حطب التدفئة لسكان الجهة باعتماد عدة تدابير وإجراءات من شأنها تلبية الاحتياجات دون تأثير على المنظومات الغابوية وتدهورها من بينها على الخصوص تمتيع الساكنة المحلية طبقا للقوانين الجاري بها العمل بحق الانتفاع الذي يخول لها جمع الحطب الميت داخل الغابات التي تستغلها حسب محاضر التحديد، مضيفة أن نسبة كبيرة من الساكنة القروية الجبلية المحاذية للغابات تتوفر على كمية الحطب اللازمة لاجتياز فترة البرد. أما بخصوص إشراك الساكنة المحلية في تدبير والحفاظ على المجال الغابوي فقد تم إحداث 12 تعاونية خاصة باستغلال الحطب، تضم أكثر من 800 منخرط وتستغل حصصا غابوية في إطار عقد بينها وبين المندوبية السامية للمياه والغابات، قصد خلق فرص عمل للساكنة بأماكن بعيدة تقل فيها فرص العمل من خلال استغلال قطع أو جمع عود النجارة والصناعة الذي يدر عليهم مداخيل تساهم في الرفع من مستوى عيشهم، وكذلك حطب التدفئة الموزع بين المنخرطين لتلبية حاجياتهم الطاقية. كما تمنح المديرية الجهوية أزيد من 42 رخصة سنويا لقطع الحطب الخاص الذي يساهم في تزويد السوق المحلية بحوالي 10000 ستير من حطب التدفئة إلى جانب إنجاز أشغال حراجية سنوية على مساحة يصل معدلها إلى 3000 هكتار، تهدف إلى صيانة الغابات لاستغلال أفضل ودائم من جهة، والسماح للساكنة المجاورة بالاستفادة من الحطب الناتج عن هذه العملية غير القابل للبيع والذي قد تصل كميته إلى 1500 ستير من جهة أخرى.