حقق فريق الجيش الملكي تعادلا ثمينا (0-0 ) أمام النادي الإفريقي التونسي في مباراة ذهاب نهاية كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة في كرة القدم, التي أقيمت بينهما بعد ظهر يوم الخميس بملعب7 نونبر برادس (الضاحية الجنوبية للعاصمة), بل أنه كان الأقرب للفوز. وغلب الطابع التكيتكي على مباراة هذا الديربي المغاربي حيث تمركز اللعب في جل أطوارها في وسط الميدان مع أفضلية لفريق الجيش الملكي الذي كان بإمكانه العودة بنتيجة الفوز لو وثق في حظوظه واندفع أكثر نحو الهجوم. وبدأت المباراة التي قادها المصري عصام عبد الفتاح وتتبعها حوالي15 ألف متفرج منهم حوالي30 متفرجا من أنصار الجيش الملكي وبعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار التونسية, متكافئة بين الفريقين مع توخي الحيطة والحذر من كلا الجانبين. لكن سرعان ما دانت السيطرة الميدانية للفريق المغربي الذي كسب بامتياز معركة وسط الميدان وكان يقوم خطه الأمامي من حين لآخر ببعض المرتدات الهجومية السريعة والخاطفة لاسيما بواسطة جواد وادوش الذي شكل خطورة على خط دفاع الإفريقي وكلف بحراسته المدافع الصلب محمد البشطبجي. في المقابل كان الإفريقي يقوم بين الفينة والأخرى ببعض العمليات الهجومية التي لم تهدد بشكل جدي مرمى الحارس طارق الجرموني الذي كان موفقا إلى أبعد الحدود في الحفاظ على عذرية شباكه, خاصة بواسطة الطوغولي فانسان تشالا الذي لم يكمل المباراة بسبب الإصابة ووسام بن يحي هداف البطولة التونسية في الموسم الماضي وأسامة السلامي الذي سيلتحق بعد أيام بنادي الوحدة السعودي وزهير الدوادي الذي كان نشيطا في الجهة اليسرى. وكانت أبرز الفرص التي أتيحت للفريق المغربي في الدقائق22 حينما سدد عمر بن إدريس ضربة رأسية قوية صوب مرمى عادل النفزي لكن العارضة حولت اتجاهها خارج الملعب, و29 حينما سدد عصام الراقي ضربة خطأ على مشارف منطقة العمليات لتجد رأس طارق مرزوق لكن النفزي يسيطر على الموقف وينقذ مرمامه, ثم90 من كرة ثابتة من رجل إدريس بن عمر انبرى لها النفزي. ولم يستغل فريق الجيش الملكي سيطرته الميدانية وتفوقه العددي بعدما اضطر النادي الإفريقي إلى إكمال المباراة بعشرة لاعبين جراء إصابة عميده الأسعد الورتاني واستحالة تعويضه لكون الإفريقي استنفذ التغييرات الثلاثة القانونية. وبدا أن مدرب فريق الجيش الملكي امحمد فاخر أدرك أن التعادل بات تحصيل حاصل فبادر إلى تعزيز خط الدفاع بإشراك عبد الصمد الشاهري في التشكيلة محل قلب الهجوم جواد وادوش. لكن التعادل السلبي من حيث النتيجة النهائية للمباراة والايجابي نسبيا لفريق الجيش الملكي, الذي سيلعب مباراة الإياب بميدانه وأمام جمهوره, يبقى مع ذلك ""نتيجة ""نتيجة خادعة"" أو بمثابة ""نتيجة كمين"" كما جاء على لسان فاخر, الذي اعتبر أن مباراة الإياب ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات . والأكيد أن فريق الجيش الملكي, الذي لعب مباراة يوم الخميس منقوصا من بعض العناصر الأساسية فضلا عن كون المهاجمين جواد وادوش ومصطفى العلاوي خاضا المباراة وهما مصابين, سيعمل كل في وسعه لكسب لقاء الإياب والتتويج بالنسخة الأولى لكأس اتحاد شمال إفريقيا لتعزيز سجله الحافل بالانجازات والألقاب. ويمني الفريق العسكري النفس لوضع حد لسيطرة الأندية التونسية ورد الاعتبار لكرة القدم المغربية لاسيما بعد إقصاء فريقي الرجاء والمغرب الفاسي من طرف النادي الصفاقسي والترجي على التوالي في دوري ثمن نهاية دوري أبطال العرب ونصف نهاية كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس.