روجت وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو الإنفصالية أن وفدا من الكونغريس الأمريكي يقوم بداية من أمس الجمعة وإلى غاية العشرين من الشهر الجاري بزيارة لمخيمات اللاجئين بالرابوني. وادعت هذه المصادر أن الزيارة تندرج في إطار ما سمته "دعم نضالات الشعب الصحراوي" وبهدف "إعداد تقييم حول الوضع العام في هذه المخيمات سيقدم إلى الكونغريس" وهو خبر يبدو أنه مخدوم بدقة متناهية. إذ يبدو من صياغة الخبر أن الوفد يمثل فعلا الكونغريس الأمريكي الذي انتدبه للقيام بهذه الزيارة، وهذه ليست الحالة بالمرة. كما أن الخبر أوحى بأن المهمة رسمية ستنتهي بإعداد تقرير رسمي سيعرض على أنظار الكونغريس، وهذه ليست الحالة بالمرة أيضا. ثم إن الدروع الإعلامية لجبهة البوليساريو الإنفصالية قالت إن الوفد يضم "مستشارين لأعضاء من الكونغريس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي" ويتبين من خلال هذه الفقرة أن الأمر لا يتعلق بأعضاء من الكونغريس بل بمجرد مستشارين لبعض الأعضاء من هذا الكونغريس. والحقيقة الواضحة والمتجلية أن الأمر لا يتعلق بوفد من الكونغريس الأمريكي ولا هم يحزنون. وأن كل ما في الأمر أن هناك عضوين من الكونغريس الأمريكي وهما جو بتيس عن الحزب الجمهوري وجون كونيير عن الحزب الديموقراطي واللذين تجمعهما علاقة خاصة جدا بالجزائر جمعا بعثة من شخصيات عادية بعضهم مجرد أصدقاء لأعضاء في الكونغريس بيد أنهم أغرقوا الوفد بأعضاء كثر ينتمون إلى تنظيم حقوقي أمريكي لم يسمع به من قبل ويتعلق الأمر بمؤسسة منتدى الدفاع الأمريكي، وتمت العملية تحت إشراف المخابرات الجزائرية التي قامت بتوفير التمويل الكافي لهذه الزيارة التي حاولوا التهويل منها والإدعاء بأن أعضاء هذه البعثة هم أعضاء في الكرنغريس الأمريكي، بيد أنه لا يوجد ولو عضو واحد من الكونغريس ضمن هذه البعثة. المعلومات القادمة من مخيمات الرابوني تفيد أن عملية أخرى مشابهة يتم التحضير لها وتهم هذه المرة البرلمان الألماني وستعيد الدروع الإعلامية للجبهة نفس السيناريو بالكذب والتعتيم والمغالطة.