سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العلم» تكشف مجريات زيارة وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى مخيمات تندوف التابعة للبوليساريو: محاكمات عسكرية واختفاءات لمعارضين وإحكام الطوق الأمني حول الزيارة
لم يجد سفير جبهة البوليساريو في الحاضنة الجزائر من سبيل غير انتقاد الزيارة التي قام بها وفد من المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى مخيمات لحمادة ، وكان مثيرا أن نشرت وكالة الأنباء الصحراوية التي تعتبر الذراع الإعلامي للجبهة هذا التصريح في نشرتها بالإسبانية قبل أن تصدر تعليمات صارمة من جهة ما أدت إلى حذف هذا التصريح ، وتصريح المسؤول القيادي في الجبهة الإنفصالية يعكس حالة الغضب و الحنق الذي توجد عليه هذه القيادة الخالدة من وجود بعثة حقوقية أممية في مخيمات الرابوني للتدقيق في أوضاع حقوق الإنسان الجد متردية في هذه المخيمات ، وللذكرى لعلها تنفع هذه المرة فإن المسؤول القيادي في الجبهة الإنفصالية الذي عبر عن انتقاده للزيارة الحقوقية للرابوني ما هو إلا السفير السابق للبوليساريو في العاصمة الإسبانية الذي هربه رفاقه في قيادة الجبهة الإنفصالية بعدما ورد إسمه ضمن لائحة المطلوبين من طرف القضاء الإسباني بسبب تورطه في اقتراف خروقات خطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات الرابوني . يذكر أن وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان حل بالمخيمات منذ 31 من شهر يوليوز الماضي وتعمدت قيادة البوليساريو أن تمر هذه الزيارة في أجواء التكتم وتحويلها إلى زيارة سرية ، و هذا ما يتضح من خلال تغييب هذه الزيارة عن وسائل الإعلام وعن الرأي العام الصحراوي و الإقليمي والدولي . وتكشف معطيات دقيقة حصلت عليها «العلم» من مصادرها أن المسؤولين في قيادة الجبهة الإنفصالية حرصوا على أن تكون لقاءات الوفد الحقوقي الدولي جد محدودة و اقتصرت على بعض الجهات و التنظيمات التي تقول إنها تنشط في مجال حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المغربية بيد أن الزيارة تهم أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات لحمادة بتندوف لاستكشاف الخروقات ، ولم يسمع الوفد الحقوقي من هذه الجمعيات غير نفس الأسطوانة المحفورة التي تكررها حول انتهاكات حقوق الإنسان من طرف السلطات المغربية . و مع ذلك - تضيف مصادرنا - فإن الوفد الحقوقي الدولي توصل إلى حقائق خطيرة حول تردي أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات لحمادة ، من ذلك أن أفراد هذا الوفد علموا بوجود 13 متهما في قضايا سياسية حوكموا في محكمة عسكرية وصدرت في حقهم أحكام قضائية ، علما أن قيادة البوليساريو كانت قد احتجت على محاكمة ما أضحى معروفا بمجموعة إكديم إيزيك أمام محكمة عسكرية مغربية ، كما علم أعضاء الوفد بالإكتظاظ الفظيع الذي يعرفه السجن الوحيد بالمخيمات حيث يتكدس آلاف المعتقلين في غرف صغيرة جدا تفتقد لأبسط شروط الكرامة الإنسانية ، كما أخذ الوفد علما بقضية السيد الخليل أحمد المواطن الصحراوي الذي اعتقلته السلطات الجزائرية منذ شهر يناير 2009 ، و لم تتمكن عائلته من زيارته إلا مرة واحدة إذ زاره إبنه سنة 2011 ومنذ ذلك الحين لا تعلم العائلة عنه أي شيء ، كما أنه يوجد رهن الإعتقال التعسفي دون أية محاكمة . وفي لقاء للذين أضحوا يعرفون بمجموعة السبعين الذين خاضوا اعتصاما لمدة ناهزت الخمسة أشهر أمام مقر ممثلية غوث اللاجئين عبر أعضاء هذه المجموعة للوفد الحقوقي الدولي عن تنديدهم بالمعاملة السيئة التي يعاملون بها من طرف المسؤولين في الجبهة الذين يحرضون السكان ضدهم حيث يتهمونهم بالخيانة لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن آرائهم المخالفة لأعضاء هذه القيادة .