سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إصابات بليغة واعتقالات في صفوف الأساتذة المتدربين في يوم وصف بالخميس الأسود.. *تضامن واسع مع الأساتذة من مختلف التنظيمات والبرلمانيون الاستقلاليون يطالبون بعقد اجتماع عاجل بحضور وزير الداخلية
لم يتردد الكثير من المتتبعين للشأن الوطني في نعت ما حدث أول أمس ب"الخميس الاسود" بعدما خلف التدخل الأمني العنيف ضد الاساتذة المتدربين بعدد من المراكز الجهوية للتربية والتكوين،وخاصة بانزكان و مراكشوالدارالبيضاء و فاس ،حصيلة ثقيلة من الاصابات المتفاوتة الخطورة،بالإضافة إلى اعتقال العشرات منهم تم اطلاق سراحهم. و عرف مركز التكوين بإنزكان أعنف أشكال التدخل فور بدء المسيرة الاحتجاجية،اذ خلف إصابة أكثر من 50 شخصا نقلوا إلى المستشفيات،منهم أستاذ وأستاذة أصيبا بكسر على مستوى العنق، فيما نقل أستاذين في حالة خطيرة إلى مستشفى الحسن الثاني بآكادير، و أصيب قرابة 30 أستاذا بكسور وجروح وإغماءات وجروح على مستوى الراس ،نفس عدد الاصابات عرفتها كذلك مدينة مراكش نقلوا الى مستعجلات مستشفى ابن طفيل. وبمدينة الدارالبيضاء تعرضت مسيرة الأساتذة الذين قدم بعضهم من مدن مجاورة كالجديدة والقنيطرة للمنع والتدخل العنيف والمطاردة في الشوارع والأزقة من قبل القوات الأمنية ،وهو ما أسفر عن عدد من الإصابات والإغماءات في صفوف الأساتذة. ومن المنتظر ان يعرف في القادم من الأيام ملف الاساتذة المتدربين المتشبثين بضرورة إلغاء المرسومين اللذين يقلصان منح التكوين ويفصلان التكوين عن التوظيف،الكثير من الشد والجذب بينهم وبين الحكومة،اذ سبق لوزير الداخلية محمد حصاد ان دعاهم خلال جواب له أمام مجلس المستشارين يوم الثلاثاء الى العودة الى مراكز التكوين قصد استكمال دراستهم، مشيرا إلى أن هناك مناصب في السنوات المقبلة ستخصص لهم، حيث سيتم استيعاب جميع المتخرجين، لهذا لا داعي للاستمرار في الاعتصام. وقد خلف هذا التدخل الامني حالة من الاستنكار والسخط في التنظيمات السياسية و الحقوقية والأوساط الاجتماعية،كما تناقلت صور الاساتذة وهم مدرجين في الدماء مجموعة من وسائل الاعلام الوطنية و الدولية،وكذلك وسائل التواصل الاجتماعية. وفي هذا السياق تقدم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب بطلب إلى رئيس لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة لعقد اجتماع عاجل للجنة،بحضور وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني، لتدارس التدخل الأمني العنيف الذي تعرض له الأساتذة المتدربون يوم الخميس. وتقدم الرئيس الفريق الأخ نور الدين مضيان رفقة مجموعة من النواب أعضاء الفريق بسؤال شفوي آني حول هذا التدخل الى وزير الداخلية،والذي وصل حد الاعتداء الجسدي مما خلف اصابات خطيرة في صفوفهم،الأمر الذي يتنافى مع احكام الدستور ومبادئ حقوق الانسان كما هو متعارف عليها دوليا،متسائلا عن السبب الذي دفع الاجهزة الامنية الى هذه السلوكات التي تمس سلامة المواطن و سمعة البلاد،وعن التدابير المتخذة لمعالجة هذه الوضعية. كما أصدر الشبيبة الاستقلالية بلاغا عبرت فيه عن إدانتها القوية لهذا التدخل الأمني، داعية وزارة التربية الوطنية إلى الاستجابة الفورية لمطالب هؤلاء الشباب العادلة والمشروعة. جمعية الشببيبة المدرسية بدورها عبرت عن ألمها الشديد لما يتعرض له الأساتذة المتدربون من اعتداءات تتعارض ومقتضيات دستور 2011 والمواثيق الدولية في حماية السلامة البدنية والمادية والنفسية للمواطنين،و معلنة للرأي العام الوطني استنكارنا الشديد لما سمته بالمؤامرة الخبيثة التي تستهدف الإطاحة برمزية التعليم بالنيل من أساتذة الغد، ولمن يقف وراءها،و امتعاضها الكبير من الطريقة المخزنية العنيفة التي تم بها تفريق احتجاجات سلمية في ضرب صارخ للمقتضيات الدستورية المتعلقة بالحقوق والحريات التي وردت في الباب الثاني من الدستور،وكذلك إدانة السياسات الحكومية الحالية التي لجأت لإجراءات التقشف في الميادين الحيوية والقطاعات الاجتماعية (التعليم والصحة والتشغيل) معمقة بذلك الأزمة لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة، والعزم على تعبئة مناضلي ومنخرطي الجمعية وكافة التلاميذ المغاربة لخوض أشكال احتجاجية رمزية تضامنا مع الأساتذة ودعما لهم وتحصينا للمدرسة العمومية.