لا حديث يعلو خلال الفترة الأخيرة على حديث التخوف من بوادر الجفاف الذي يشغل البلاد والعباد، والمعطيات تؤكد تخوف المغاربة مسجلة تراجع نسبة التساقطات خلال نفس هذه الفترة من العام المنقضي ب47 في المائة، وتراجعا حادا في حقينة السدود بلغ نسبة 40 في المائة، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في سعر الخضر والفواكه في الأسواق، وتوجسد حاد في صفوف الفلاحين حول مصير محاصيلهم الزراعية التي بدأوا الاستعدادات لها منذ أكتوبر المنصرم. في هذا السياق، اعتبر عبد السلام الشعشوع، المدير السابق لمديرية الأرصاد الجوية، أن ما تشهده بلادنا من انحباس المطر ذو صلة وثيقة بما يمر به العالم ككل من مرحلة حرجة جراء التغيرات المناخية الخطيرة، التي بلغ النقاش حولها ذروته في اجتماعات قمة المناخ الأخير في باريس، حيث عبرت الدول مجتمعة عن تخوفاتها من مصير الأرض، إلا أن ما تم الاتفاق عليه من العمل على تخفيض درجة حرارة الأرض بدرجتين غير كاف بالمرة لمواجهة التهديد المحدق بنا جميعا. إلا أن نفس الخبير استدرك في تصريح ل"العلم"، بأن السنة الفلاحية لن تكون شديد الجفاف كما يتخوف من ذلك جل المغاربة، مبديا تفاؤله بأن الأسبوع المقبل سيعرف _بحول الله_ تساقطات في مناطق متفرقة من المغرب. وعلل الشعشوع انحباس المطر بما تعرفه جهات عدة في الكرة الأرضية من فترات جفاف طويلة مقابلَ جهات أخرى تعرف أمطارا طوفانية وفيضانات، ناجمة في مجملها عن ظاهرة الانحباس الحراري الذي تتسبب فيه الدول المصنعة بشكل رئيسي.