الرجاء يشتكي آيت منا إلى القضاء    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي        28 ناجيا من تحطم طائرة بكازاخستان    مسؤول روسي: المغرب ضمن الدول ال20 المهتمة بالانضمام إلى مجموعة "بريكس"    التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بلاغ رسمي من إدارة نادي المغرب أتلتيك تطوان: توضيحات حول تصريحات المدرب عبد العزيز العامري    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي    تأجيل محاكمة عزيز غالي إثر شكاية تتهمه بالمس بالوحدة الترابية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    الريسوني: مقترحات التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة قد تُلزم المرأة بدفع المهر للرجل في المستقبل    الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني: التحفيز والتأديب الوظيفي آليات الحكامة الرشيدة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    "ميسوجينية" سليمان الريسوني    ترامب عازم على تطبيق الإعدام ضد المغتصبين    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    بنحمزة: الأسرة تحظى بالأهمية في فكر أمير المؤمنين .. وسقف الاجتهاد مُطلق    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    الخيانة الزوجية تسفر عن إعتقال زوج وخليلته متلبسين داخل منزل بوسط الجديدة    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    المخرج شعيب مسعودي يؤطر ورشة إعداد الممثل بالناظور    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تباين مخططات أطراف حرب الشام يهدد مشاريع التقسيم.. هل تنتهي المغامرة الأمريكية في بغداد مثلما انتهت في سيغون؟ بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 17 - 12 - 2015

تبذل الولايات المتحدة ومن ورائها تركيا وبريطانيا وبقية قوى التحالف التي تخوض بشكل مباشر أو غير مباشر المواجهة العسكرية والسياسية الدائرة على أرض الشام منذ منتصف شهر مارس 2011، جهودا كبيرة وغير مسبوقة على كل الأصعدة من أجل عكس المسار الذي أخذته الحرب منذ بدء التدخل الروسي العسكري الكثيف بداية من 30 سبتمبر 2015، والذي قدر عدد من المراقبين أن سيسفر عن إنتصار الجيش السوري على التنظيمات المسلحة التي تواجهه ويفشل مخطط تقسيم سوريا على أساس ديني وعرقي وطائفي.
مصادر رصد في غرب أوروبا وبرلين على الخصوص وفي موسكو اجتمعت على القول أن أكثر من 652 مليون دولار إنفقت منذ أكتوبر وحتى بداية شهر ديسمبر لدعم تنظيمات داعش والنصرة والجيش الحر وأحرار الشام وغيرهم بالعتاد وخاصة صواريخ تاو الأمريكية الصنع المضادة للدبابات وصواريخ أرض جو ومئات الأطنان من الذخائر المختلفة وقطع مدفعية ثقيلة من عيار 122 ملم وأسلحة أخرى. كما تم تكثيف جلب المتطوعين من خارج المنطقة الشرق أوسطية ورفع التعويضات المالية لهؤلاء ولعائلاتهم بحيث قدر أنه منذ بداية شهر ديسمبر 2015 أصبح عدد القادمين الجدد يتجاوز يوميا 150 فردا يمرون عبر الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق بينما يتسرب ما بين 10 و 20 مقاتل أجنبي من الأراضي اللبنانية ودول أخرى مجاورة.
يوم الثلاثاء 8 ديسمبر ذكر تقرير لمؤسسة الاستشارات الأمنية الدولية ومقرها نيويورك، إن خطورة داعش تتضاعف، موضحا أن عدد الأجانب المنخرطين في القتال في العراق وسوريا تضاعف بأكثر من النصف خلال العام ونصف العام ليبلغ 37 ألفا على الأقل. وأفادت مؤسسة الاستشارات الأمنية أن عددا يتراوح بين 27 ألفا و31 ألفا من المقاتلين الأجانب الذين ينحدرون من 86 دولة، سافروا إلى العراق وسوريا، مقارنة مع نحو 12 ألف مقاتل أجنبي في سوريا أحصتهم في تقرير مماثل نشرته في يونيو 2014.
ويتطرق التقرير ‘لى توظيف تنظيم داعش مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة أهدافه. ويذكر في هذا الصدد "في حين انه لا يمكن إنكار قدرة التنظيم على الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يبدو انه في كثير من الأحيان يستخدمها بهدف التمهيد للإقناع أكثر من إملاء القرار". ويخلص التقرير إلى انه "حتى لو أن تنظيم داعش هو مؤسسة فاشلة وفي تراجع مستمر، إلا انه سيظل قادرا على التأثير على أفعال مناصريه وربما يصبح أكثر خطورة خلال مرحلة تلاشيه".
تعديلات وتخبط
مع نهاية سنة 2015 تم إدخال بعض التعديلات على الأدوار التي تقوم بها بعض أطراف التحالف الأمريكي سواء على أرض الشام أو العراق. هذه التعديلات تميزت بالإستعجالية وعدم التناسق وعكست حالة من الإحباط التي توقع عدد من المراقبين أن تؤدي إلى زيادة تعثر مخططات تلك الأطراف وتحسن مواقف ووضع موسكو في الصراع الدائر في المنطقة المركز من العالم.
تفيد مصادر رصد أن التدخل العسكري الروسي في سوريا أسفر أساسا عن شل يد كل من أنقرة وتل أبيب في التدخل العسكري المباشر لدعم التنظيمات المسلحة كما سمح للجيش السوري بالتقدم على مختلف الجبهات، حكومة تركيا حاولت تحدي موسكو بإسقاط الطائرة المقنبلة السوخي 24 يوم 24 نوفمبر 2015 ولكن الرد الروسي القوي والمهدد بدخول مواجهة عسكري مباشرة أسفر عن نتائج لم تكن تتوقعها حكومة أردوغان حيث منع تماما على الطيران التركي بعد الإسرائيلي إختراق المجال الجوي السوري، كما اًصبحت كل نقاط العبور التركية إلى سوريا هدفا للقصف الروسي.
بينما تخبطت أنقرة في مواجهة رد الفعل الروسي العنيف وشعرت بخيبة أمل نتيجة شعورها بعدم توفر دعم كاف من واشنطن وبقية دول الناتو، اختارت الإنخراط أكثر في تزويد التنظيمات المسلحة في سوريا بالسلاح والمتطوعين، وشرعت في تنفيذ مخطط قديم تم تجديده لإعادة رسم حدود سوريا والعراق عبر التدخل العسكري المباشر في شمال العراق وذلك في نطاق صفقة تتصور أنها ستعيد رسم تصورات وخطط إقامة دول كردية دون المساس بحدود تركيا وتوفر لأنقرة منافذ لثروات نفطية تغنيها عما تحصل عليه من روسيا.
تركيا تتحرك لإحتلال شمال العراق
تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية خلال الثلث الأول من شهر ديسمبر إلى دخول وحدات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية من دون موافقة بغداد، مشيرة إلى أن هذه العملية هي تعويض عن فشل مخطط تركيا في سوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
إن نجاح القوات الجوية الفضائية الروسية في محاربة إرهابيي "داعش" و"جبهة النصرة" احبطت خطط السلطات التركية في سوريا، بشأن الإطاحة بالحكومة الشرعية في دمشق بواسطة قوى أنشئت بمساعدة الولايات المتحدة وتركيا وقطر ودول أخرى مثل الجيش السوري الحر وغيره من المجموعات. كما باءت بالفشل أيضا محاولات أنقرة للتوغل في شمال سوريا وإعلان ما يسمى بالمنطقة الآمنة لعزل الأكراد السوريين، وهي محاولات لم تحظ بدعم جدي من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومع ظهور ائتلاف دولي جديد يضم روسيا وسوريا والعراق وإيران وحزب الله اللبناني، ظهرت بوادر تعاون غربي جزئي مع روسيا على محاربة "داعش"، حيث اتفقت قيادة السفن الحربية الروسية والفرنسية في البحر الأبيض المتوسط على التعاون في تنفيذ عملياتها في المنطقة.
من جانب آخر حصل الأكراد على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة وروسيا. وأكثر من هذا، طالب حلفاء تركيا في الناتو والاتحاد الأوروبي أنقرة بغلق الحدود مع سوريا لمنع تهريب النفط وتوريد السلاح ودخول مسلحين جدد إلى سوريا ومهاجرين إلى أوروبا.
لقد دمرت الطائرات الحربية الروسية والقوات السورية المجموعات الارهابية المسلحة للتركمان والقوميين الأتراك في منطقة الحدود مع تركيا. أي ان ما كان يجري إعداده من خطط سياسية خلال عدة سنوات ومن عمليات تهريب للنفط وغيره من المواد قد انهار تماما. وبعد ان اسقطت المقاتلات التركية قاذفة القنابل الروسية فوق الأراضي السورية ونشر منظومات أس 400 في سوريا أمرت السلطات التركية بوقف طلعات طائراتها في الأجواء السورية وفي منطقة الحدود.
ولتعويض هذه الخسائر السياسية والعسكرية على الجبهة السورية، قررت أنقرة ارسال وحدات عسكرية تركية إلى شمال العراق. هذه الوحدات المدعومة بالدبابات والمدرعات وصلت إلى بلدة بعشيقة التي تبعد 30 كلم عن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى التي يسيطر عليها "داعش". وحسب تصريحات مسؤولين اتراك، جاء دخول الوحدات العسكرية التركية إلى الأراضي العراقية بناء على طلب من رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني لتدريب المتطوعين الأكراد.
ويعتبر أردوغان والمحيطون به محافظة نينوى جزءا من تركيا اقتطعته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى عام 1920، وقرروا استغلال ضعف بغداد وانقسام البلاد إلى ثلاثة أقسام شيعي في الجنوب وسني في الوسط وكردي في الشمال لاستعادة "العدالة التاريخية".
ان علاقات التفاهم في ما بين تركيا ورئاسة اقليم كردستان تسمح لأردوغان بالمناورة و محاولة اضفاء الشرعية على ما يقوم به الجيش التركي في شمال العراق. فمثلا قصفت الطائرات التركية من دون علم بغداد مقرات حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل.
ان اهمية غزو الوحدات التركية للعراق بالنسبة لتركيا تكمن في ان محافظة نينوى غنية بالنفط ومرتبطة بأحد الخطوط الرئيسية لنقل النفط إلى تركيا. هذا الواقع إضافة إلى محاولات تقليص قدرات المقاومة في شمال العراق ومن يساندهم، يجعل تركيا تسعى إلى ملء فراغ السلطة في شمال العراق، وإلى فرض سيطرتها على هذه الأراضي بعد تحرير الموصل ومحافظة نينوى. وبعد القضاء على "داعش" تقرر اجراء استفتاء عام لتقرير مصير المحافظة بالاستناد إلى التركمان والأكراد وتأسيس كيان جديد على غرار إقليم كردستان.
مخططات تفتيت روسيا
يوم الإثنين 14 ديسمبر 2015 تطرقت صحيفة "كوميرسانت" الروسية واسعة الانتشار الى التصريحات التي يطلقها المسؤولون في تركيا ضد موسكو، مشيرة الى أن انقرة بدأت تبحث عن بديل للغاز الروسي في بلدان آسيا الوسطى.
وقالت الصحيفة، في مقال انه بعد اختتام جلسات مجلس الأمن الدولي بطلب من موسكو المكرسة لمسألة وجود الوحدات العسكرية التركية في العراق، تبقى العلاقات بين انقرة وموسكو متوترة. واعتبرت الصحيفة ان رئيس الحكومة التركية احمد داود اغلو لم يكتف مثلا بعدم الاعتراف بأن دخول الوحدات العسكرية التركية هو انتهاك لسيادة العراق، بل اتخذ موقفا هجوميا حين اتهم موسكو بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في سوريا، موجهة ضد التركمان.
واضافت الصحيفة ان "الهدف من مبادرة موسكو لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي كان للنظر في قضية دخول وحدات عسكرية تركية إلى العراق من دون موافقة السلطات العراقية لتبريد الرؤوس الساخنة في أنقرة، ولمنع تصعيد النزاع في المنطقة".
استنادا إلى هذا قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "ان الهدف من عقد هذا الاجتماع كان لتبريد الرؤوس الحامية في أنقرة. ونأمل أن يمتنعوا مستقبلا عن اتخاذ خطوات استفزازية متهورة جديدة كالتي يتخذونها الآن". ولكن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التركية احمد داود اغلو تشير إلى أن أنقرة لا تنوي التراجع عن موقفها، وقد وضح الموقف التركي بشأن ارسال الوحدات العسكرية التركية إلى العراق للصحفيين الغربيين في اسطنبول، وهو موقف يختلف جذريا عن موقف موسكو.
واشارت "كوميرسانت" انه "يتضح من تصريحات اوغلو ان أنقرة لا تعتبر عملها مغامرة أو استفزازا، لأن هذه الوحدات حسب قوله ارسلت الى بلدة بعشيقة لحماية معسكر تدريب وحدات البيشمركة الكردية، التي من المحتمل تعرضها لهجوم من جانب مسلحي "داعش". ولأن الجنود المرابطين هناك لا يملكون سوى أسلحة خفيفة. لذلك قررنا بعد أن ارتفع مستوى التهديد إرسال وحدات جديدة لحماية المعسكر التدريبي والدفاع عنه. وهذا ليس عملا عدوانيا، بل عمل تضامني".
ولم يكتف داود اوغلو بهذا، حسب الصحيفة "بل اتهم روسيا بالتطهير العرقي في سورية خلال عملياتها العسكرية ضد الارهابيين، مضيفا: "تحاول روسيا تنفيذ عمليات التطهير العرقي في شمال اللاذقية لإجبار التركمان والمعارضين لنظام بشار الأسد على مغادرة اماكن سكناهم في هذه المناطق، وذلك لكي تضمن أمن قواعدها في اللاذقية وطرطوس".
وقد جاء رد موسكو سريعا على هذه الاتهامات على لسان المتحدثة الرسمية بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إذ قالت: "تدل هذه التصريحات على العزلة التامة للقيادة التركية عن الحياة وعما يجري فعلا في المنطقة. فهذه الاتهامات كاذبة، ولا اساس لها من الصحة". ووصفتها بأنها دليل على "غضب العاجز".
وقالت انه في نفس الوقت قد يكون ثمة في تصرفات انقرة "غضب العاجز" وربما ايضا حسابات تتم بدم بارد. فقد تطرق داود اوغلو الى قضية التركمان في اتهامه روسيا قبيل زيارة الرئيس التركي اردوغان عشق آباد، وهي زيارة تأتي في ذروة الصراع مع موسكو، حيث سبق ان زار قبل أيام اذربيجان وقطر، أي انه يزور البلدان الغنية بالنفط والغاز في آسيا الوسطى. لذلك من المتوقع جدا ان يحاول اردوغان خلال لقائه رئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف معرفة إمكانية تبديل الغاز الروسي بالتركمانستاني.
وتختتم الصحيفة الروسية قائلة: "لهذا تحاول انقرة على لسان داود اغلو ان تظهر نفسها وكأنها "حامية حمى التركمان" في سوريا، لتكون هذه مثابة الأرضية اللازمة لفكرة وحدة الشعب التركماني المقسم بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ومن دون التخلي عن سياسة المجابهة مع موسكو، تحاول انقرة تعزيز زعامتها في آسيا الوسطى ووراء القوقاز بدعوتها توحيد المواقف بوجه "التهديدات الجديدة" مع الاعتماد على اذربيجان وتركمانستان الغنيتين بالغاز".
ويدخل ذلك التحرك ضمن محاولة تحالف الناتو لحصار وتفتيت روسيا الفدرالية.
حرب إستباقية
يذكر أن الرئيس بوتين كان قد نبه يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 إلى محاولات اضعاف روسيا وزرع الشقاق فيها عبر "الاسلام المتطرف" وذلك غداة تفجير نفذته انتحارية متطرفة اوقع ستة قتلى في جنوب البلاد.
وقال بوتين في بيان للكرملين "ان بعض القوى السياسية تستخدم الإسلام او بالأحرى تياراته المتطرفة لإضعاف دولتنا ولإنشاء مناطق نزاع في روسيا تدار من الخارج، لزرع الشقاق بين مختلف المجموعات الأثنية وداخل المجموعة المسلمة لاشعال مشاعر انفصالية في المناطق" الروسية.
واضاف الرئيس الروسي اثناء لقاء مع مسؤولين دينيين مسلمين في اوفا على بعد 1500 كلم شرق موسكو "ان التوترات بين الغرب والعالم الاسلامي تتزايد حاليا، وبعض الاشخاص يسعون لاستغلال هذا الوضع وصب الزيت على النار. لكن اود ان اقول لكم ان ليس لدينا أي مصلحة في ذلك".
ومع بداية التدخل العسكري الروسي العلني في سوريا في 30 سبتمبر 2015 قال بوتين أن الحرب ضد الإرهاب في سوريا هي عملية إستباقية لحماية روسيا. يذكر أن الصين بدورها إتهمت التنظينات الإرهابية في سوريا والعراق بإستقطاب صينيين وتدريبهم لشن أعمال تخريب في الصين وتشجيع الحركات الإنفصالية الصينية.
برلين تستجيب لباريس فقط
ذكرت مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين أن رفض المستشارة أنغيلا ميركل طلب أمريكا لزيادة الدعم العسكري للتحالف في تركيا فوق ما قررته الحكومة الألمانية إستجابة لطلب باريس له عدة أسباب من ضمنها الإدراك أن داعش صناعة غربية والحرب الأمريكية ضد التنظيم مسرحية، كما أن المخابرات الألمانية نبهت الحكومة في برلين إلى أن هناك تحولات ممكنة في بغداد قد تخرج العراق من دائرة التحكم الأمريكي وتجعل البلاد تعود إلى سابق علاقاتها مع موسكو.
وكانت مجلة دير شبيغل قد ذكرت يوم السبت 12 ديسمبر أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بعث برسالة يطلب فيها مساهمة عسكرية أكبر من جانب ألمانيا بعد أسبوع على موافقة البرلمان في برلين على الانضمام للحملة العسكرية في سوريا.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية تسلم رسالة من الولايات المتحدة مشيرا إلى أن الوزارة تدرس محتواها لكنه أحجم عن ذكر مزيد من التفاصيل.
وتشمل المساهمة الألمانية حاليا ست طائرات استطلاع تورنادو وفرقاطة لحماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وطائرات إعادة تزويد بالوقود وما يصل إلى 1200 جندي.
وجاء نشر هذه القوات كاستجابة مباشرة لطلب فرنسي بالتضامن ضد تنظيم داعش بعد هجمات نفذها إرهابيون في باريس أدت إلى مقتل 130 شخصا. ولا تعتزم ألمانيا للقيام بضربات جوية في سوريا.
يشار أن الكرملين عرض على بغداد التدخل عسكريا ضد القوات التركية الغازية إذا جاءه طلب رسمي بذلك وكان يتحين الفرصة لعمل ذلك في رد على إسقاط أنقرة لطائرة السوخي، غير أن واشنطن أسرعت لإجهاض التحرك.
وهكذا وصل إلى بغداد يوم 7 ديسمبر مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص بريت ماكغورك، وذكرت مصادر رصد أن نجح في صياغة "تسوية"، أدت إلى "حفظ ماء وجه أنصاره في العراق" عبر ترتيب انسحاب إعلامي لنحو 300 جندي تركي من أطراف نينوى.
وأوضحت المصادر أن "ماكغورك عقد فور وصوله إلى بغداد لقاءات مكثفة مع عراقيين، وعلى رأسهم العبادي، فيما تولى السفير الأمريكي في بغداد مهمة التنسيق والاتصال مع الجانب التركي.
وبعد الإنسحاب المسرحي، ستأتي لاحقا مواقف تركية "محابية" للعراق، لافتة الانتباه إلى أن من المرتقب أن يبعث رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رسالة إلى نظيره العراقي تتضمن توضيحا يرتقي إلى الاعتذار في ما يخص "سوء الفهم" الذي حصل بشأن القوة التركية التي دخلت إلى العراق يوم الخميس 3 ديسمبر.
في بيروت كشف مصدر صنف على أنه مطلع من جانب بعض الأوساط عن تفاصيل إملاءات تركية، حيث أن أنقرة طلبت من بغداد عبر رسائل مشفرة ووسطاء الموافقة السريعة على مد أنبوب الغاز القطري إلى تركيا عبر الأراضي العراقية، مشيرا إلى أن أنقرة وعدت أيضا بإبداء مرونة في ما يتعلق بملف المياه، متحدثة عن إطلاق حصص مائية إضافية من نهري دجلة والفرات. يذكر أن أحد مواضيع الخلافات القطرية السورية كان رفض دمشق لمد خطر أنابيب غاز عبر أراضيه إلى تركيا وأوروبا.
خطوط التقسيم
كتب المحلل السياسي عبد الباري عطوان يوم 13 ديسمبر:
الرئيس الامريكي باراك اوباما سيلقي خطابا سيتحدث فيه عن خطط جديدة لبلاده في العراق وسوريا، بينما تلتزم حكومته الصمت تجاه أزمة القوات التركية المرابطة حاليا قرب الموصل، والتهديدات العراقية بقصفها باعتبارها انتهاكا لسيادة تبخرت منذ احتلال عام 2003.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو عن الأهداف الحقيقية التي تكمن خلف هذه الخطط ؟.
جون بولتون احد ابرز صقور المحافظين الجدد، وسفير أمريكا الأسبق في الأمم المتحدة في عهد الرئيس بوش، أجاب على بعض هذه الأسئلة في مقالة نشرها في صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية يوم 11 ديسمبر، قال فيها ان سوريا والعراق اللتين نعرفهما قد انتهيا، وان البديل عن "الدولة الاسلامية" هو إقامة "دولة سنية" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها العرب في موازاة دولة كردية شمال العراق.
منظور بولتون لهذه الدولة يؤكد أنها تملك أسباب البقاء لوجود نفط في أراضيها 13 بئرا في العراق و170 بئرا في سوريا، يتم الاتفاق عليها مع الاكراد برعاية أمريكية، ولكن يجب ان تقوم السعودية ودول خليجية أخرى، حسب تصوره، بتمويل الاحتياجات المالية لفترة التأسيس، ويؤكد بولتون ان هذه الدولة السنية لن تكون ديمقراطية لسنوات عدة قادمة، وستحارب الجماعات المتشددة.
بولتون يعمل حاليا في معهد انتربرايز الذي يعرف بأنه من أهم مراكز البحث الأمريكية المقربة من المؤسسة الحاكمة، لا يلقي الكلام جزافا، ويتحدث هنا عن خطة مرسومة في انتظار التطبيق العملي.
اتفاقيات "سايكس بيكو" التي قسمت الدولة العثمانية قبل مئة عام بالتمام والكمال، انتهى عمرها الافتراضي، ويبدو أن هناك محاولة لتجديدها بإعادة رسم الحدود، وتفكيك الدولة القطرية، وسوريا والعراق تحديدا، وإقامة دول جديدة على أسس دينية وطائفية وعرقية.
دول عربية شاركت بفاعلية في تطبيق اتفاقات سايكس بيكو الاولى بتحريض انكليزي فرنسي للثورة ضد الرجل العثماني المريض باعتبارها دول عربية تحت احتلال تركي، والآن ستشارك الدول نفسها وغيرها، للتدخل عسكريا تحت راية الطائفية السنية.
العرب تعرضوا لخديعة كبرى في اتفاقات "سايكس بيكو" الاولى، وما زالوا يدفعون ثمن تلك الخديعة، فكيف سيكون حجم الخسائر التي ستترتب على الخديعة الطائفية الجديدة ؟".
يشار إلى أن بعض الأوساط في واشنطن ولندن بدأت تلمح وتطرح فكرة التفاوض مع داعش في نطاق إستخدامها للتنظيم لتقسيم المنطقة العربية. يوم فاتح ديسمبر 2015 نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في صفحة الرأي مقالاً لغوناثان باول بعنوان "قصف تنظيم الدولة الإسلامية ليس كافيا، فنحن نحتاج إلى محاورتهم أيضاً".
وقال كاتب المقال إن "رئيس الوزراء البريطاني يقول إنه يجب علينا محاربة تنظيم الدولة الاسلامية أما زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن فيقول إنه يتوجب علينا محاورتهم، وأرى أنهما محقان بصورة جزئية، فنحن بحاجة لقتالهم ومحاورتهم".
كشف الكذب والنفاق
رغم صدمة التدخل العسكري الروسي وقبله قدرة الجيش السوري على الصمود لحوالي خمس سنوات أمام تحالف دولي بقيادة واشنطن لم يتخل الكثيرون في الولايات المتحدة عن الترويج لنظريات تقسيم المقسم ولكنهم في نفس الوقت يسقطون في هوة كشف الكثير من الأكاذيب. قال جوشوا لانديس، المحلل السياسي ومدير مركز أوكلاهوما لدراسات الشرق الأوسط، إن خطة الإدارة الأمريكية بدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن التحالف الدولي في العراق والشام لن تعمل.
وأوضح لانيس في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" يوم 9 نوفمبر 2015: "لن تعمل هذه الخطة لأن المناطق الزرقاء التي تظهر على خريطة سوريا تسيطر عليها جماعات مثل القاعدة والجبهة الإسلامية، وهما جهاديتان.. أمام بالنسبة للثوار المعتدلين الذين تريد أمريكا دعمهم فقد تم حصرهم في نقطة بسيطة في شمال سوريا من قبل تنظيم القاعدة، وهم يسيطرون على ما بين واحد إلى اثنين في المائة من سوريا اليوم".
وتابع قائلا: "على ضوء الأرقام السابقة فإن دعم هؤلاء الذين يسيطرون على نحو اثنين في المائة فقط وجعلهم ينتصرون على داعش ثم قوات الجبهة الإسلامية وبعدها قوات نظام بشار الأسد يعتبر تعهدا عملاقا".
وأضاف: "بحسب معلومات مركز الاستخبارات الأمريكية فإن هناك أكثر من ألف ميليشيا في سوريا.. الرئيس أوباما دعم الثوار المعتدلين بمبلغ وصل إلى نصف مليار دولار وهذه الأموال لن تكفي لدعم جيش، هذه الأموال هي عبارة عن فكة، واعتقد أن الرئيس الأمريكي فعل ذلك فقط كرد على منتقدي سياسته في سوريا".
وأشار المحلل الأمريكي إلى أن الحل باعتقاده من الممكن أن يتم من خلال تقسيم سوريا إلى جزئين، الجزء الأول إلى الشمال وهو دولة سنية فيها الميليشيات الإسلامية وداعش، وإلى الجنوب دولة لنظام بشار الأسد".
وأردف قائلا: "علينا قبول الواقع، هناك دولة إسلامية سنية تمتد من أطراف بغداد إلى حلب بسوريا، وأن القيام بقصفها أمر غير مجد، وأن الحل يكمن في قبول هذه الدولة ومحاولة دعم قيادات أفضل لها".
قبله ويوم 31 أكتوبر قال ريتشارد هاس، الدبلوماسي الأمريكي السابق ورئيس مجلس العلاقات الدولية، إن نجاح خطة إرسال قوة أمريكية إلى المناطق الكردية سيؤدي إلى تقسيم سوريا.
وأوضح هاس في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "لا أريد أن أقلل من شأن هذه الخطوة ولكنها ليست طموحة بما فيه الكفاية، هذه ليست استراتيجية لسوريا بأكملها وهي ليست بداية لاستعادة سوريا كدولة وهي تهدف بالأساس للتوصل لاستقرار بسوريا".
وتابع قائلا: "ما سينتهي إليه الأمر هو أنه وفي حال نجحت هذه الخطة فإنه سيكون هناك قرابة ست مناطق في سوريا واحدة للنظام السوري وأخرى للأكراد وثالثة لداعش وأخرى للنصرة وغيرهم وهذا ما ننظر إليه إن نجحت الخطة الجديدة".
تغير قواعد اللعبة يضر تل أبيب
 بينما تضرب حكومة انقرة أخماسا في أسداس وهي تحاول التوفيق بين مخططاتها لإعادة بناء الإمبراطورية العثمانية، والمشاريع الأمريكية للشرق الأوسط الجديد، تجد إسرائيل نفسها في موقف حرج ولكنها تحاول عدم إبراز ذلك، وفي هذا الإطار كان رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو قد حظر على كل وزرائه ومسؤوليه الحديث عن إسقاط تركيا لطائرة السوخوي 24 الروسية.
يوم 4 ديسمبر 2015 خلص موقع "واللا" العبري الذي ينشر بعض تقارير المخابرات الصهيونية، إلى أن تجد إسرائيل حلا للمنظومة الروسية الاعتراضية الأكثر تطورا، اس 400 المنشورة حديثا في شمال سوريا، فإنهم في الجيش الإسرائيلي باتوا يدركون أن الواقع الميداني والعملياتي قد تغير، وأن تفوق سلاح الجو الإسرائيلي وحرية عمله في المنطقة قد تضرر، وهو الآن مرهون بإرادة موسكو ونياتها.
وذكر الموقع نقلا عن مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية، أن منظومة "اس 400" التي تعد "منظومة الرعب" من جانب الغرب، تعني فقط تعقيدا جديدا في "الساحة الخلفية لإسرائيل"، وخاصة أن إسرائيل كانت تتمتع منذ سبعينيات القرن الماضي بتفوق جوي شبه كامل في مواجهة العالم العربي ... أما الآن "فنعمل على فهم الأمور وكيفية التعامل مع الواقع الجديد، مع الإدراك بأن التفوق قد تضرر".
الباحث في معهد "هرتسيليا" ورئيس قسم الأبحاث العسكرية في المعهد، يفتاح شابيرا، أوضح للموقع أن سلاح الجو الإسرائيلي سيواجه تعقيدات وصعوبات ميدانية، رغم أنهم قد يجدون وسيلة ما للتعامل مع المتغير الجديد الاس 400، إلا أنه أكد في المقابل أن التفوق الجوي الإسرائيلي تضرر مع وصول هذه المنظومة الى الساحة السورية، الأمر الذي من شأنه أن يغير من مقومات القدرة الإسرائيلية على التحرك في هذه الساحة وفي غيرها، وهناك أسئلة باتت مطروحة: متى يمكن العمل ومتى يجب العمل، وكيف يمكن العمل؟".
ويشير التقرير إلى أن "التفوق الجوي لإسرائيل مرتبط إلى حد كبير بعدم قدرة الآخرين على كشف تحركات وأنشطة الطائرات الحربية الإسرائيلية، أي القدرة على الوصول إلى الهدف ومهاجمته، وفي الوقت نفسه ضمان العودة إلى إسرائيل. هذا الاعتبار بات مفقودا الآن، لأن الطائرات الإسرائيلية مكشوفة حاليا منذ لحظة إقلاعها إلى لحظة الوصول إلى الهدف، ومن ثم العودة أدراجها". وأضاف إنه "لعدم الانكشاف المسبق أهمية كبيرة، ومع وجود الاس 400 تغيرت قواعد اللعبة، فوجود هذه المنظومة في الساحة الخلفية لإسرائيل يخرق التوازن الذي كان قائما، ويضر قدرة سلاح الجو الذي بات مكشوفا بشكل كبير جداً". وبحسب التقرير، فإن "هذه المنظومة تمثل تهديدا تجاه كل سلاح جو تحلق طائراته الحربية في المنطقة، وهذا يشمل إضافة إلى إسرائيل، الأردن وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى".
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن من يعزي نفسه بأن روسيا ليست دولة عدوة لإسرائيل، عليه أن يدرك أن التحالفات والائتلافات في الشرق الأوسط تنشأ وتسقط بشكل دائم، و"لا أحد يدرك مسبقا ما يمكن أن يحصل في اليوم الذي يلي، فمن كان يعتقد قبل سنوات أن روسيا ستنضم إلى دمشق وحزب الله وإلى في قتالهما ضد داعش، وتحديدا على الأراضي السورية؟".
وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي للموقع، إنه رغم التنسيق المعلن عنه بين الجانبين، إسرائيل وروسيا، إلا أن الأخطاء قد تحدث، وقال "هذا المعطى يجب أن يكون حاضرا لدى سلاح الجو، سواء أراد الروس أن يقعوا في أخطاء أو لا، كما على سلاح الجو أن يسأل نفسه: عمن، وعم تدافع هذه المنظومة، وعن أي منطقة تشدد أكثر في دفاعها؟ والإجابة عن هذين السؤالين ستساعد في التخطيط والعمل الميداني العملياتي".
وأضاف الضابط: "يوجد تغيير في الميزان الاستراتيجي في المنطقة، والوجود العسكري الروسي في منطقتنا وسيطرتهم على المجال الجوي، يعني أننا لم نعد قادرين على فعل ما نريد، فحرية العمل التي كانت لإسرائيل قد تضررت، ولم تعد كما كانت عليه في الماضي".
للإشارة فمنذ التدخل العسكري الروسي العلني والمباشر في سوريا لم يشن الطيران الصهيوني أي ضربات سواء في سوريا أو ضد قوافل حزب الله اللبناني الذي يعزز ترسانته العسكرية في لبنان، كما إعتاد سابقا.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.