يحتضن منتجع الصخيرات الأربعاء مراسيم التوقيع النهائي على اتفاق المصالحة بين فرقاء الأزمة الليبية، وهو حدث يؤشر على تفوق الدبلوماسية المغربية في لعب دور طلائعي و حاسم في مسار التتبع ألأممي للأزمة و نجاحها في تحييد و إفشال المناورات الجزائرية التي حاولت في أكثر من فصل من فصول مسلسل الصخيرات إجهاض بعض حلقاته بهدف الاستئثار بملف الأزمة و معالجته وفق أجندة مصلحية ضيقة . فعلى الرغم من إجماع المجتمع الدولي على الدور البناء الذي اضطلعت به الرباط لإنجاح شروط مسلسل الحوار الليبي بين فرقاء الأزمة، فقد كانت الجزائر تترصد أي ثغرة ممكنة لاجهاض جلسات حوار الصخيرات الجارية تحت إشراف المبعوث ألأممي ليون ، و قد بلغ بها مستوى التآمر إلى مستوى ضغطها على ممثلي أحد الفصائل الليبية لإجهاض مسار المفاوضات التي رعتها المملكة . و لما لم يتسن لها الوصول الى مبتغاها المتمثل في الاستفراد بملف الأزمة الليبية ، تحرك وزير خارجيتها لعمامرة في محاولة يائسة و فاشلة قبل أيام على هامش قمة باريس المناخية لإقناع وزيري خارجيتي الولاياتالمتحدة، و فرنسا بنقل مكان المفاوضات الليبية إلى روما ، كما جندت مواطنها الدبلوماسي إسماعيل شرقي . و الذي يشغل منصب مفوض السلم و الأمن بالإتحاد الإفريقي لفتح قنوات الاتصال بمسؤولين ليبيين بغرض دفعهم للمطالبة بإشراف الاتحاد الإفريقي على مسار الوساطة الأممية . وتمكنت الدبلوماسية المغربية من لعب دور حاسم و فعال في مؤتمر روما حول ليبيا المنعقد قبل أيام برئاسة كل من ايطالياوالولاياتالمتحدة و الذي حضرته الجزائر أيضا حيث خلص اللقاء الى حض الأطراف السياسية الرئيسية في ليبيا الى تطبيق اتفاق تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة جرت برعاية الأمم المتحدة و توقيعه رسميا بالمغرب اليوم . فهل سيلتئم كافة ممثلي مختلف الفصائل الليبية المتناحرة اليوم حول طاولة الصخيرات لتوقيع النسخة النهائية لاتفاق المصالحة الذي سيعمل على إنهاء النزاع في ليبيا عبر توحيد سلطتين متناحرتين في حكومة واحدة تلقى مساندة دولية أم أن الجزائر ستتدخل في الوقت الميت بهدف إقناع فصائل معينة بمقاطعة موعد الصخيرات وتكرار سيناريو الاتفاق الذي تم التوصل اليه الصيف الماضي و أجهض بنفس الطريقة مما أسهم في تعميق شرخ الانقسام داخل التراب الليبي الذي تعمه الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي.