رغم الإجراءات الأمنية المشددة على جميع مداخل قصر المؤتمرات ، لم تستطع أن تثني العديد من الفنانين وعشاق الفن السابع من المغرب وخارجه من متابعة أطوار افتتاح فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش و الذي يستمر إلى غاية 12 ديسمبر الجاري، تحت شعار "الانفتاح والتنوع". واستقبل فضاء قصر المؤتمرات في سهرته الافتتاحية ضيوفه من المشاهير والنجوم فوق البساط الأحمر وسط تصفيق الجمهور وفي ظل إجراءات أمنية تضاعفت منذ الهجمات التي أدمت باريس منتصف الشهر الفائت و كاليفورنيا حاليا ، و رغم معاناة الوقوف في ممرات طويلة تتجاوز بعض الأحيان الساعتين لمشاهدة أحد الأفلام ، بسبب إجراءات التفتيش الدقيق في كل صغيرة وكبيرة ، إلا أن العديد منهم يتفهم الوضع ويعتبره عاديا في ظل هذه الظروف. انطلق حفل الافتتاح في حلة بسيطة وأنيقة ، بتقديم لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج العبقري " فرانسيس فورد كوبولا " الذي صرح في كلمة له عن شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على رعاية للتظاهرة، ولصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، كما عبر عن سعادته بالحضور إلى المغرب واعتبره من بين البلدان المفضلىة لديه. كما تم بتكريم النجم الأمريكي بيل مواري، وخلال هذا الحفل سلمت المخرجة صوفيا كوبولا، التي سبق وأنت تعاونت مع موراي في فيلم "ضائع في الترجمة"، النجمة الذهبية لهذا النجم التي يتميز بمسار فني حافل، كما تألق طيلة مشواره السينمائي في أدوار متنوعة نالت إعجاب الجمهور. وفي كلمة لها بهذه المناسبة قالت صوفيا كوبولا " إن بيل موراي نجم متعدد المواهب يبهر بتقمصه الهائل لشخصياته، وأنه "أسطورة للكوميديا" يقدم أفضل ما لديه في أي عمل فني كما ينجح في إلهام الآخرين ليقدموا أفضل ما لديهم أيضا. ضمن سلسلة من الأمسيات التي تحتفي بنجوم وصناع السينما من المغرب والعالم. وفي كلمة للنجم الكوميدي " بيل موراي " التي تخللتها العديد من المواقف واللحظات عاشها الحضور وتفاعل معها وصفق لها كثيرا وبدأ كلامه ب "عاش الملك محمد السادس ، عاش الشعب المغربي" عبارة كررها النجم الأمريكي " بيل موراي " ، وسط حضور كبير لنجوم التمثيل المغاربة والأجانب. الممثل "موراي" الذي يقبل لأول مرة تكريما مماثلا، عبر في كلمته عن سعادته بحضوره المهرجان وقال: "عادة حين يتحدث لي أحد عن تكريم ما.. أشعر أني سأموت" قبل أن يضيف بحس وحركات لم يخلوا من دعابة: "لكن ليس الآن فأنا قوي جدا"، وهو يحاول حمل حاملة منصة عمودية انتصب عليها "الميكروفون" وسط ضحكات الجمهور الذي استمر يصفق لأسطورة الكوميديا الأمريكي الذي طبع جنونه السينمائي في أكثر من فيلم سينمائي، آخرها فيلم "روك القصبة" الذي اختير لافتتاح هذه الدورة. وقال "موراي" إن ما حفزه لحضور المهرجان عشقه الكبير للمغرب أولا، ثم عرض فيلمه "روك القصبة" في إطار فقرات المهرجان وهو العمل الفني الذي صوره بالمغرب ويتمنى أن يشاهده الجمهور المغربي. وأشار "موراي" إلى أن الظروف تفرض عليه كممثل أن يصور أفلاما في ظروف صعبة حيث يجد نفسه أمام اختلافات على مستوى اللغات والثقافات، ولكن على الرغم من ذلك يحرص على البحث عن نقاط الالتقاء بينه وبين الآخرين لأن ما يجمع البشر أكثر مما يفرقهم. يشار إلى أن بيل موراي قدم مجموعة من الأفلام، وتميز بتشخيصه أدوارا مهمة في إنتاجات لاقت نجاحا كبيرا في ثمانينيات القرن الماضي مثل "إس أو إس فانتوم" و"توتسي"، حيث أصبح موراي أيقونة لسينما المؤلف بالولايات المتحدةالأمريكية، من خلال العمل مع مخرجين كويس أندرسن، جيم جارموش وتيم بورتن. يشار إلى أن هذه الدورة عرفت حضورا مغربيا لافتا من ممثلين ومخرجين ومنتجين ومهني السينما، وبعضهم لم يسبق أن وجهت لهم دعوة الحضور قط، وعبر العديد منهم عبر البساط الأحمر عن سعادتهم ولقائهم بالجمهور المغربي، الذي يحب الفنان المغربي ويتابع كل أعماله. ويقدم المهرجان فقرات متنوعة منها المسابقة الرسمية والتي يشارك فيها فيلم "المتمردة" الذي يمثل المغرب وعروض "خفقة قلب" والتي سيعرض فيها فيلمين مغربيين هما "المسيرة الخضراء" ليوسف بريطل و"ليلى جزيرة المعدنوس" للمخرج أحمد بولان، ومسابقة لطلبة مدارس السينما المغربية ودروس ماستر كلاس ولحظات تكريمية ولقاءات أخرى متنوعة.