من الواضح أن المصالح الأمنية المغربية أضحت تأخد بالمزيد من الحرص و الجدية التهديدات الارهابية الصادرة عن تنظيم داعش تجاه أمن و إستقرار المملكة ومخططات قادته الجهنمية تجاه البلاد ، خاصة بعد الانخراط الحاسم لمصالح الاستخبارات المغربية في تفكيك شفرة إعتداءات باريس قبل أزيد من أسبوعين من خلال توجيه نظيرتها الفرنسية نحو مخبىء المدبر الفعلي لهجمات العاصمة الفرنسية. يقظة المصالح الأمنية المغربية و نجاح خطتها الاستباقية للمشاريع الارهابية تأكد مجددا بقدرتها على تفكيك ثلاث خلايا إرهابية منذ هجمات باريس آخرها الخميس الماضي بوجدة قريبا من الحدود الشرقية للمملكة و تتكون من ثلاث عناصر إثنان منهما تركيان يشتبه في أنهما على صلة بقيادات بتنظيم داعش الارهابي. المثير في الخلية الجديدة التي تم الاعلان عنها ليلة السبت أن المواطنين التركيين وشريكهما المغربي متورطون في عمليات اختلاس وقرصنة المكالمات الهاتفية لإحدى الشركات الوطنية للاتصالات، وذلك باستعمال معدات تقنية متطورة وهو ما يعني أن تنظيم الدولة الاسلامية أضحى يضع تخريب بنيات الاقتصاد الوطني للدول المستهدفة ضمن أوليات أهدافه, كما أن عملية القرصنة عمليا ستوفر لخلاياه النائمة أو النشيطة موارد مالية قارة لتمويل مخططاتها الجهنمية. البحث الأمني سيكشف أيضا أن الرعيتين التركيتين من الموالين لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ سبق لأحدهما أن أقام بإحدى معسكراته المتواجدة بريف "حماه" بسوريا، وتلقى تدريبات على استعمال أسلحة خفيفة وثقيلة، كما شارك ضمن صفوفه في معارك قتالية ضد الجيش السوري فضلا عن ارتباطاتهما مع قادة ميدانيين لهذا التنظيم الإرهابي من أجل الحصول على الدعم اللوجستيكي مما يقوي فرضية تكليفهما بتأطير و متابعة الخلايا المنتشرة لداعش بالتراب الوطني . وسبق لوزارة الداخلية أن أعلنت غداة اعتداءات باريس التي خلفت 130 قتيلا وأكثر من 350 جريحا عن توقيف عنصر موال لتنظيم "داعش" ينشط بمدينة العروي جنوب مدينة الناظور. وقبل أيا فقط تمكنت مصالح الأمن المغربية من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش" تتكون من 3 عناصر من ضمنهم امرأة، ينشطون بمدن فاس وأولاد تايمة والدار البيضاء في طور التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة بالمملكة. هذا وصلة بأخبار الخلايا الارهابية المسترسلة بشكل حثيث و متسارع أعلنت السلطات الاسبانية بدورها أول أمس السبت عن تفكيك خلية إرهابية بمقاطعة كاتلونيا شمال شرق البلاد من بين عناصرها مغربيان يبلغان من العمر 32 و 42 عاماو ينحدران من مدينة طنجة تم إيقافهما من طرف الحرس الوطني الاسباني في مدينة برشلونة حيث كانا يقومان بنشر أفكار إرهابية وتجنيد متطوعين عبر المنتديات والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل إرسالهم للانضمام إلى تنظيم داعش في سورية. ويجهل لحد الساعة إن كان تفكيك خليتي وجدة و برشلونة الذين تم الاعلان عنهما في يوم واحد قد تم بناء على تنسيق أمني بين الرباط و مدريد.