نشرت "العلم" قبل يومين أسرار الوثيقة المسربة التي هزت أركان البعثة الاممية للمينورسو بالعيون، حسب ما وصلنا من أصداء راجت بعين المكان، تلك الوثيقة التي عمدت الموظفة الاممية سارون جيبرو، ضمن وثائق ادارية ان لم نقل رسمية للمينورسو، على اضافة عبارة " الاراضي المحتلة" إلى فاتورة المشتريات لتاجر مغربي يزودهم بالهواتف والأجهزة الالكترونية، ولأهداف لم تعد خافية على أحد، الغاية منها الترويج للطرح الانفصالي ليس لغوا فقط، بل عبر وثائق رسمية للهيئة دولية تثبت فيها ان ساكنة الاقاليم الجنوبية هم انفصاليون يعتبرون المملكة المغربية كيان محتل لأراضيهم. لكن الجديد في الامر وما غاب عن "نباهة" الموظفة أن التاجر صاحب المحل والمسمى " بوشعيب الدكالي" هو مغربي من أصول دكالية، أي من منطقة غير معنية بتاتا بملف الصحراء، مفارقة بسيطة قد ينطبق عليها المثل المغربي القائل " الهم الى كثر كي ضحك"، وبهذا التصرف تكون الموظفة قد خانت شرط الحياد المتعاقد عليه ضمن عقدة العمل التي تجمعها مع المكتب العام لهيئة المينورسو بنيويورك، ولم تضرب فقط في الهوية الوحدوية للمغاربة قاطبة ولك ايضا في مصداقية هيئة اممية يقام لها ويقعد، فاتها التدقيق في هوية الموظفين الدوليين الذين تتعاقد معهم، غاب عنها تحركاتهم لصالح اجندات خارج الاطار المرخص لهم، والتي تضرب في العمق توصيات مجلس الاممالمتحدة، الذي لا مصلحة لشعوب العالم أن يفقد مصداقيته بسبب بعض موظفيه الفاسدين الذين استغلوا ثقة الدول المستضيفة في المنظمات الدولية للتلاعب بمصير الشعوب. قد يقول البعض أن ما قامت به سارون هو مجرد خطأ مطبعي غير مقصود، أو أنه لأصولها اليهودية، فالسيدة متشبعة حتى النخاع بعبارة "الأراضي المحتلة" فسقطت من بنات افكارها سهوا فوق وثيقة ادارية لبعثة اممية تعمل عبر بقاع العالم بحفظ السلام، وليس التحريض على تعميق النزاعات بين الاطراف المعنية، ارتأت العلم أن تنشر الوثيقة المسربة الثانية والتي قلنا في مقالنا السابق أننا نتوفر على نسخة منها، والتي للأسف تكشف أن عبارة " الاراضي المحتلة" ليست بالجديدة ضمن قاموس بعض موظفي البعثة الاممية بالعيون، بل هو سلوك متوارث عند بعض الموظفين الدوليين بالببعثة، والأمر يتعلق هذه المرة بمسؤول كبير كان ضمن البعثة قبل سنتين والتي كان يستعملها ضمن مراسلاته الادارية الداخلية والخارجية، هو المسؤول عن رئيس قسم الخدمات التقنية، دينيس كامرون، الفائز بربع مليون دولار بعد احالته على القاعد على شرف الخدمة "الملغومة" التي قدمها للمينورسو. والتي ضحاياها شعب مغربي يؤمن بعدالة قضيته ينتظر انصافها على حساب نمائه و صحراويون محتجزون بأرض لحمادة، يباع ويشترى في معاناتهم من أجل الاغتناء بنفحة وحل سيول الشتاء الجارف للبيوت والخيام وجحيم الصيف الحارق لأجساد أطفال طرية.