صدرت الطبعة الأولى من كتاب «ديوان الرايس، الحسين الباز: شاعر الجمال» لمؤلفه الحنفي ماحا، ويقول الكتاب إن الحسين الباز بن أحمد بن عبد الرحمان ازداد بدوار «جنان» فرقة رحالة قيادة دائرة متوكة ناحية امنتانوت سنة 1957. واختار الباز من هذه المنطقة وهو ابن الثامنة عشر فن الروايس بشجاعة الشاعر الذي يحلم بالتجديد في الآراء والإيقاع والكلمة دون أن يتخرج من معهد ولا حتى من مدرسة ابتدائية، فالتحق بفرقة «الرايس محمد أوتولوكلت»، وبعد تجربة دامت خمس سنوات أسس مدرسته الفنية الخاصة به وسجل أول شريط له سنة 1980. ولم يكن الباز من الشعراء المطبوعين على الهجاء، ولم تكن له من فطرته تلك النقمة الطبيعية على الجنس البشري التي لازمت أغلب الهجائين، وفي شعره المسجل لم يستعبد للترف ولم يطلق لسانه لمدح أعيان القبيلة ولا نواب البرلمان، وهذا هو الذي جعله لم يشارك في إحياء سهرات الأعراس التي لا تخلو من «المدح التكسبي». ويقف الرايس الحسين الباز عند اختيار الألفاظ والمعاني والصور ويسوق ملاحظات تزخر بتشبيهات واستعارات وتتناثر فيها من حين لآخر ألوان من المقابلات والجناس، إنه يعتني بأحسن الكلام والتفنن في اختيار كلامه، وقد أعجب «الدمسيري» بألحان شعره الذي يمتاز بجمال مطلع القصائد التي تربط بين أبياتها الغاية والانسجام والاتقان، شعره يمتاز بصراحة، ببلاغة القول وجودة الكلام ووحدة الموضوع. كما أن غلو «الباز» في الغزل جعل بعض محبيه يلقبونه ب«الموباديل» لأنهم يشكون فيما يقول حيث يجذب الناس بحلاوة لسانه وسهولة منطقه، فهو يؤدي المعنى الجليل واضحا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمة كل كلام للموضوع الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون معتمدا على صفاء الاستعداد الفكري ودقة إدراك الجمال يقول: إزري الصيف اكراب عاقلغ فلاس إكول ارداع إزنزا أمان س الكاس واتخذ من تجاربه الفعلية في الحياة مادة لشعره، فهو يذكر دائما أن له لحظات متتالية في الزمن لأن شعره أقدر على وصف المشاهد المتحركة بينما التصوير والنحت مثلا أقدر على المشاهد الثابتة، فشاعرنا على سبيل المثال، بعدما أضفى على فتيات إمنتانوت في قصيدته رقم 160 «لصيريفون» وأنا إران الزين إسوف امنوكار إيمنتانوت» أنواعا من الصفات الحميدة كالجمال والوقار والاحترام، انتقل بنا مباشرة ووضعنا في صورة تصدم المتلقي وتثير انتباهه: إغ إنكي واسيفاريغ إزرا الزين غ إمنتانوت إبيد غ توزونين